أعجب من رابح يشكو الخسارة، وسليم معافى يشكو السقم والعلة فيبدل الأحزان بالأفراح، والعويل بالزغاريد، ويلفع طمأنينة النجاح والفلاح بملافع الهجس والقلق والكمد. فذلك العجب العجاب يحدث في الكويت، حيث يمثل التشكيك بحكم المحكمة الدستورية ذهنية سوداوية مقلوبة تصور الألوان على غير حقيقتها ليغدو الأبيض أسود، ويبدو الشروق غروبا فـ «يفرح مأسور وتبكي طليقة» حسب الشاعر ابي فراس.
في بلادي الكويت رسخ القضاء الشامخ، بأحكامه الأخيرة، مبدأ «السلطة تحد السلطة» بتأكيده على تقييد التفويض التشريعي وبسط سلطة القضاء على مراسيم الضرورة وتلك، لعمري، مناسبة ينبغي أن يفخر بها كل كويتي وكويتية، فقد جاءت الأحكام الدستورية الوضاءة لتفتح أبواب الثقة بالمستقبل وتؤكد أننا نمشي في درب الدولة الراشدة تحت راية حكم صالح.
غير أن بعض القوم نأوا بأنفسهم عن هذا الدرب الوارف الظلال وراحوا يرمونه بحجر وكلام رخيص ومكرر، متذرعين بحجج قديمة باهتة تشي بما في صدورهم من أسرار وأجندات وشهوات سياسية وأطماع حزبية لا علاقة لها بالدستور الذي يتباكون عليه بعد أن حصن «الصوت الواحد» الكويت من شرور الاختطاف وخرافة الحكومة المنتخبة.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق