بدأت ظروف قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقديم الدعم العسكري للثوار السوريين تنكشف ومن بينها ما حصل في البيت الأبيض، حيث دفع إعلان حزب الله دخوله المعركة في سوريا لينخرط بالرجال والعتاد في معركة القصير وبعدها يحشد ميليشياته الى جانب النظام السوري، الأميركيين الى الاقتناع أن مسار المعركة ينحرف بحدّة من تقدّم الثوار السوريين الى شبه انتصار للنظام مدعوماً من حزب الله وإيران وغيرهم.
ويعتبر قرار الرئيس الأميركي بتقديم الدعم العسكري على شكل إدارة ودعم لوجستي ثم توفير السلاح المضاد للدروع وللطائرات ثم السلاح المتطوّر، بديلاً عن خيارات انقسم حولها فريق أوباما في مجلس الأمن القومي، فوزير الخارجية جون كيري كان يدعو لتوجيه ضربات جوية للمطارات العسكرية السورية واعترض على ذلك رئيس الهيئة المشتركة للأركان الجنرال دمبسي بحسب ما أورد موقع “بلومبورغ” الإخباري.
بن رودس له الدور الأكبر
وأشار مصدر خاص بـ”العربية.نت” الى أن نائب مستشار الأمن القومي بن رودس قام بالدور الأكبر في اتخاذ قرار التدخل على شكل تسليح، وقد أخذ الرجل على عاتقه إعلان القرار الأميركي يوم الخميس الماضي في اتصال مع الصحافيين العاملين في البيت الأبيض.
ووصف المصدر بن رودس بأنه الرجل الذي سعى دائماً لدفع ملف سوريا الى طاولة الرئيس الأميركي ونقاشات مجلس الأمن القومي.
وتزامنت مساعي نائب رئيس مجلس الأمن القومي مع استقالة رئيسه طوم دونيلون وهو من معرقلي “سياسة التدخّل الأميركي” وهي سياسة رفضها أيضاً الرئيس الاميركي منذ توليه السلطة فيما سبقت مساعي بن رودس وصول مستشارة الأمن القومي الجديدة سوزان رايس ويصفها البعض بأنها من “مؤيّدي نظرية التدخّل” ولو بشكل محدود ومشروط جداً، ولا يعرف المهتمون في الشأن السوري ما ستكون نصائحها للرئيس الأميركي في المرحلة المقبلة.
الضغط السياسي والنصرة
ويعمل الأميركيون بجدّ على مسارين، الأول هو التوصل مع روسيا الى تفاهم وعقد مؤتمر جنيف 2 وبالتالي عدم الانخراط في الساحة السورية إلا للضرورة، والمسار الثاني هو وضع الإدارة الأميركية في موقف يسمح لها بالتحرك سريعاً لدعم الثوار السوريين.
ويلبّي هذا الموقف الدعوات السياسية من قبل ديموقراطيين وجمهوريين لتوفير الدعم للثورة السورية وحمايتها من هزيمة أمام النظام السوري وأعوانه.
ويأتي التحدي المقبل في تطوير المساعدات وزيادة التدخّل الأميركي من المعارضة السورية والمسلحين على الأرض.
فالأميركيون يريدون دعم القيادة الموحّدة بالمال والسلاح والذخائر وقدّموا ضمانات للواء سليم إدريس بأن هذه المساعدات ستكون دائمة وكافية، كما يريد الأميركيون تثبيت علاقة قيادة الجيش الحرّ بالمسلحين والتنظيمات المنتشرة على الأراضي السورية وتقاتل جيش النظام، كما تريد عزل جبهة النصرة وعناصرها عن القيادة الموحّدة. وسيكون هذا الشرط جوهرياً لمتابعة الدعم الاميركي.
قم بكتابة اول تعليق