تتمثل مأساة الولادات بجملتي «ضحينا بالجنين عشان الأم تعيش» أو «ضحينا بالأم عشان الجنين يعيش»، سياسيا في الكويت تكون الجملة «ضحينا… بالأم والجنين والأب… عشان الدكتور يعيش»، هذا باختصار واقعنا السياسي.
> > >
مع كل حل، أو بالأصح مع كل إبطال يظهر السؤال التالي: «من رئيس الوزراء القادم؟ الإجابة عن سؤال كهذا تدخل في دائرة التكهنات، وبغض النظر عن تسمية رئيس مجلس الوزراء القادم، لا بد وأن ننتبه لأمر مهم جدا، يتعلق بالصراع السياسي الدائر منذ 2006، القصة ليست فيمن يصبح رئيس مجلس الوزراء، بل في النهج الذي يجب أن يتغير بالكامل، بحيث يتم نزع جذور الصراع السياسي من.. جذوره، عدا ذلك ولو تم تغيير الوزارة 5 أو 7 مرات يوميا فلن يتغير شيء، العلة كلها تمكن في الصراع الدائر غير المنتهي الذي لا يزال أبطاله هم ذاتهم مع تغير تحالفاتهم.
> > >
لدينا مشكلة فهم سياسية في المشهد ككل، فهناك ثلاثة أبعاد لمشهدنا السياسي، البعد الأول وهو الظاهر إعلاميا ويخرج على السطح ويتداوله الجميع من أن هناك معارضة وهناك حكومة موالاة تتبعها، وهذا البعد يحصر الصراع بين المعارضة والسلطة التنفيذية وموالاتها، أما البعد الثاني فهو الذي لا يتم تداوله إعلاميا إلا في أضيق الحالات وبترميز «مؤدب» فهو أن هناك 4 أجنحة متصارعة، هذا الأمر لا يتم تداوله إعلاميا ولكنه حديث كل دواوين الكويت، والكل يعرفهم بالاسم، أما البعد الثالث فهو أننا شئنا أم أبينا، ضحكنا على أنفسنا أو «سوينا روحنا ما نشوف» فنحن في حالة تعليق للمجلس منذ حل مجلس 2009، تعليق ديموقراطي، هذه الأبعاد الثلاثة هي اختصار واضح لرؤية المشهد السياسي بشكل أكمل وأوضح، ولا يمكن أن تفسر أي تحرك ما لم تر وتشاهد وتعي ما يحدث في كل بعد من الأبعاد الثلاثة.
> > >
الأمر جدا معقد، وهو ليس بمستحيل على الفهم، باختصار، نريد ديموقراطيتنا، نريد مجلسا يستمر لمدة 4 سنوات ويعمل وفق مبدأ فصل السلطات، نريد مجلسا حقيقيا، وليس مجلسا «مؤقتا» بإجراءات حكومية «نص كم»، وإن كنا قد قاطعنا في المرة السابقة لسبب واضح ومحدد، فهذه المرة يجب أن نقاطع من منطلق «المطالبة بعودة ديموقراطيتنا».
> > >
يجب أن نقاطع، تماما، وألا نشارك في انتخابات نعلم جيدا أن فيها «لحمة ضب»، لا يجب أن نلدغ ديموقراطيا مرتين، المرة الأولى فبراير 2012 والثانية ديسمبر 2012، لا يجب أن نسمح بأي حال من الأحوال أن يكون مصير مجلس يوليو 2013 كمصير سابقيه.
> > >
توضيح الواضح: نصيحتي، لا أحد يروح ينتخب، كمل صيامك، لأنني أعتقد أن مشاركة في انتخابات كهذه قد تجرح الصيام، بل ربما «تبطله»!
Waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق