ماذا لو أن المقتحمين نواب الأقلية ومعهم فجر السعيد وسعود السمكه؟!

سعود السمكة
قرأت كغيري نص البلاغ الذي تقدم به أحمد السعدون بصفته رئيسا لمجلس 2012 إلى النائب العام المستشار ضرار العسعوسي والذي يطلب فيه تصحيح البلاغ الذي تقدم به سابقه الاخ الفاضل جاسم الخرافي بصفته رئيسا لمجلس الامة السابق على خلفية الجريمة التي ارتكبها بعض النواب وآخرون باقتحام مجلس الامة.. قرأته بتمعن اكثر من مرة، واقولها بكل صدق وأمانة: لو أن خصما من خصوم السعدون محترفاً صياغة نصوص وفنانا بالتلاعب بمفردات التبريرات اراد ان يسيء للسعدون ويشوه تاريخه ومسيرته النيابية لما استطاع ان يصوغ مثل هذا البلاغ الموغل في الاساءة!
إن البلاغ بمجمله تحيطه شبهة التزوير وممتلىء بالكذب وتدحضه التسجيلات الموثقة بالصوت والصورة وشهادة الشهود، سواء كانوا من حرس المجلس او من ضباط وافراد القوات الخاصة، او من الاعلاميين صحافة ومحطات تلفزة!.. وان البلاغ، للاسف الشديد، قد يكون ليس سوى تعبير عن التجرد من المسؤولية وعن غياب الحكمة وعن استغلال الظرف كون موقّعه يعتلي منصة الرئاسة لمجلس 2012..وبالتالي فإن الفرصة مؤاتية له لكي يفرغ ما في النفس من شحنات سلبية على رئيس واعضاء مكتب مجلس الامة السابق!.. كذلك فان البلاغ وكأنه اراد ان يعيب على النيابة العامة قيامها بالتعامل مع البلاغ الذي قدمه الاخ الفاضل جاسم الخرافي رئيس مجلس الامة، وما قامت به من اجراءات تحتمها اصول الاجراءات والقوانين المرعية، وهذا ما قد يعدّ تدخلاً فاضحاً في اعمال السلطة القضائية!
ولأن البلاغ قد جاء ليدحض ممارسات اجرامية لحادثة موثقة على النحو الذي لا يمكن نكرانها أو تناسيها او الالتفاف عنها، فانه هنا،أي البلاغ، يصبح معدوم الاثر، وبالتالي لا قيمة له على الاطلاق.
إن المتابع ليتساءل هنا: لماذا لجأ رئيس مجلس 2012 أحمد السعدون إلى محاولة تغييب الحقيقة وطمسها وهو أول من يعرف انها موثقة بوضوح بدرجة لا يمكن معها النكران؟! ولماذا لم يتبع الاصول والقنوات المعتادة في مثل هذه الحالات إذا كان مصرا على تحويل المجني عليه الى جانٍ والجناة الى مجني عليهم بان يقوم بتكليف مكتب محاماة لمتابعة القضية ويتولى الدفاع عن المتهمين على حسابه الخاص اذا كان امرهم الى هذه الدرجة يهمه؟
إن الذي تم الاعتداء عليه هو مجلس الامة، أي بيت الامة وما يمثله من رمزية عالية، وليس بيت احمد السعدون او خالد سلطان، وأحمد السعدون يعرف ذلك جيداً، وهنا اريد ان اذكره وانعش ذاكرته بحادثة وقت ان كان رئيسا لمجلس الأمة عام 1992 حين حصل تلاسن، مجرد تلاسن بين النائب مفرج نهار عند مقصورة الصحافيين وبين الزميل الصحافي حامد بويابس. وقتها فوراً وقبل ان يتحرى الدقة عن الموضوع ويتبين من هو الجاني ومن هو المجني عليه، صرخ في الحرس وهو على منصة الرئاسة، التي تبعد عن مقصورة الصحافة اكثر من عشرين متراً، بان يبادروا الى اعتقال الزميل بويابس، وفعلا تم الاعتقال واودع الزميل على ما اذكر نظارة مخفر الصالحية! هذا مجرد تلاسن، فكيف لو أن احمد السعدون كان بدل جاسم الخرافي وقت الاقتحام وكان المقتحمون الاعضاء الاقلية اليوم ومعهم فجر السعيد وسعود السمكه.. فهل سيكيف بلاغه بالتبريرات نفسها التي يسوقها في بلاغه المضاد .. ام انه سيذهب مع أغلبيته، التي يستقوي بها اليوم، ليقفوا عند باب قصر العدل لا ليمارسوا ضغطهم على دوائر العدل في تدخل سافر لوقف التحقيق عن المتهمين والمطالبة بالافراج عنهم؟ ام انهم سيمارسون اللطم هذه المرة ويطالبون لنا باقصى العقوبات!!
• • •
• آخر العمود: اسلوب الاضرابات الذي يمارس اليوم ليس سوى تعبير فاضح عن حالة الضعف والهوان التي تعانيها الدولة على كل صعيد،ولو انها، أي الدولة، تملك رؤية واضحة لادارة البلد لما تجرأ اليوم أحد ليمارس اضراباً يشل به البلد!.. اما وان الدولة في هذه الحالة العالية من الضعف وتستجيب لأي غمزة تهديد من أي قطاع فإن اسلوب الاضرابات سيستمر كلما خطر على بال رئيس نقابة أن يزيد راتبه!!

سعود السمكه
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.