رحلت الحكومة وتبعها مجلس الأمة وشهدت الكويت الربيع الكويتي وقطفت الساحة ثمار السلوك النيابي وعلمنا الربيع بأنه ليس بالربيع الذي ننشده نحن من متابعي تصريحات الوزير صفر حول خطة التنمية و«هوشات» النواب!
وبدأت المعارضة في ممارسة ضغطها بحثا عن خلفيات النفوس وتداعيات ساحة الإرادة… قد نحلم في يوم ترد فيه المبالغ وتنصب فيه الكفاءات ونشاهد خطة التنمية على أرض الواقع… إنها لعبة سياسية فيها من يبحث عن الحقيقة وفيها من يبحث عن «كبش فداء» وفيها من يبحث عن الانتقام، أما نحن البسطاء فما زلنا نبحث عن الربيع الكويتي الجميل حتى وإن جاء متأخرا فمجيئه أفضل ولو متأخرا للبلاد والعباد!
قد يجلب لنا الصيف السياسي بعد أن أرسل لنا المولى عز شأنه نعمة الغبار التي لا يشعر بفوائدها أصحاب الفكر التنظيري، والصيف السياسي المنتظر يبدأ ببث الغبار السياسي على طريقة التعاون بين السلطتين، فربما يستقيل وزير على رد القوانين التي وافقت عليها الحكومة، وربما يتقدم الوزير الرجيب باستقالته، وربما يفهم البعض خطورة «القيادة الخفية» وينزعوزن فتيل الأزمة التي تحركها عن بعد ويذهب أطرافها إلى غير رجعة!
ربيعنا الكويتي تقبع أفكاره في «جماجم» الجموع «الصامتة»… فقد انتهى الدرس يا عزيزي وعزيزتي القارئة وبات اللعب على المكشوف، وسامح الله من قرب مستشارين فشلوا من الأساس في مهامهم لبعدهم عن واقع الحال!
ربيعنا الكويتي بحاجة لكشف الأقنعة وتذليل العقبات التي تحول بيننا وبين تحقيق أحلام البسطاء ممن يمارس مهامه الرقابية عن بعد، ونحن بحاجة إلى دخولهم إلى عالم رجال السياسة الذي أحيانا أشبه بوصف الشعراء «يقولون ما لا يفعلون»!
فالسياسة لعبة لا تعرف الحق من الباطل في وضعنا الحالي، وواجب توجيه «الأصوات الصامتة» إلى منبر الكلام المباح… كلام عاقل مؤدب لا يجامل ويقول «نحن هنا»… ابعدوا عنا كل فاسد وكفى!
تعبنا من التنظير، مللنا من التوزير غير المتماشي مع متطلبات الساحة.. تعبنا من نواب تبيع لنا «كلاما منمقا» و«طفشنا» ربع «مع الخيل يا شقرا»… نريد رجال دولة: أين هم… الله المستعان!
د. تركي العازمي
Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق