ما الذي تغير؟ حمى الاستجوابات نفسها التي قدمت للحكومة السابقة تقدم حاليا للحكومة الحالية.. بمعدل استجواب أو تهديد باستجواب كل اسبوع. ماذا يعني لنا هذا كمراقبين؟ يعني ان المشكلة ليست في الحكومة السابقة وليست في سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح، وإنما مشكلة البلاد تكمن في الشخصانية باتخاذ المواقف وسهولة تجيير أو توجيه مواقف بعض النواب المتسيدين للمشهد السياسي.
لقد أوهموا الشعب بقضية التحويلات الخارجية كحالة فساد كبيرة وخطيرة تصل الى تهريب لأموال ضخمة من أموال الدولة العامة، يعني يا شعب ضاعت فلوسكم والدولة مقبلة على الافلاس. هذا التدليس الكبير في خلط المعلومات كان أداة للمتضررين من وجود سمو الشيخ ناصر المحمد من البعض داخل الاسرة الحاكمة وخارجها لإزاحته عن رئاسة الحكومة، لقد أوهمونا بأن تغيير الحكومة سيعدل الأوضاع للأحسن. إن التأزيم الحالي للحكومة الجديدة والمتواصل يعطينا الإجابة عما وعدوا به الشعب قبل ستة أشهر.
أفضل وصف قرأته لحالة الاستهداف ما قاله وكيل وزارة الخارجية السيد خالد الجار الله أمام لجنة التحقيق بمحكمة الوزراء «صراع سياسي وتصفية حسابات بين بعض نواب مجلس الأمة وسمو الشيخ ناصر المحمد» لأن التحويلات المالية ليست بالأمر الجديد ولا المستحدث، بل هي نظام قديم والسرية فيه مطلوبة لانها تمس المصلحة العليا للدولة، بل زاد بعض السفراء أمام السلطة القضائية عندما استدعته للتحقيق قال «ان كل الدول تستخدم مثل هذه الطريقة لإدارة علاقاتها الدولية بشكل سري».
اليوم من سيقف ويفصل لكل واحد من أولئك الشباب المتحمسين في ساحة الإرادة وقد تم خداعهم في ملف سيادي يتعلق بعلاقات الدولة السرية والمطلوبة التي تستخدمها اغلب الدول في علاقاتها لحماية مصالحها العليا. فليس كل ما يعرف يقال في هذا الملف لحساسية اسماء رؤساء الدول والمسؤولين وغيرهم، خاصة الكويت كدولة صغيرة. اليوم تقال الحقيقة، ولكن لا أحد يلتفت اليها سوى القليل جداً من المهتمين أو الباحثين، فالاغلبية والسواد الأعظم من الشباب يعتمدون على قشور المعلومات، تعجبهم العناوين إذا صاحبها انفعال ومؤثرات اعلامية دون البحث في التفاصيل.
اليوم أيضاً يعود الاستهداف نفسه مثلما بدأ أول مرة، استجواب للوزراء واحداً تلو الآخر، وهم الذين وعدوا باعطاء الفرصة للحكومة ستة اشهر، ولم يمض على وعدهم أيام حتى بدأوا في استجواباتهم. من الواضح ان المشكلة ليست بخيارات النظام وما يقدمه من ابنائه على مذبح المجلس، بل في طريقة عمل المجلس وآليته، حيث يستند الى المبادرة الفردية لا الجماعية في تحقيق المصلحة الذاتية لا المصلحة العامة، ودائماً ما تجد هذه النزعات الفردية الرعاية والدعم والمساندة من بعض ابناء عم النظام أنفسهم.. وهنا مربط الفرس!.
خضير العنزي
ALDOMATAHA@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق