الجدل الدائر الآن ليس في مصلحة أحد، حتما ليس في مصلحة البلد، «صوت أم صوتين؟!» و«الانتخابات في يوليو أم أغسطس أم سبتمبر؟!» و«من سيشارك من الكتل السياسية ومن سيقاطع؟!» الحكومة غيرت رأيها في اللحظة الأخيرة، تماما كمشهد من فيلم تشويق عربي سخيف، وقررت أن «تتأنى»حتى لا تقع في حفرة «خطأ إجرائي آخر».
> > >
وركب الشعب «باص» التأجيل.
> > >
الحكومة الآن بحاجة ماسة إلى أن تعيد كامل حساباتها، وأن تبدأ «تعد ذنوبها» وتستغفر، القصة ليست مزحة ولا هي كاميرا خفية تنتهي بتراضي صاحب المقلب مع الضحية، ولن يخرج علينا إبراهيم نصر ويقول لنا «نزيع والا ما نزيعش»، المسألة مستقبل أمة عصفت بها عشرات الأخطاء وتعطلت التنمية تماما، وهناك شخص ما أو عدة أشخاص يجب أن يقدموا للمحاكمة أو للعقاب على الأقل بسبب نصائحهم التي أدت إلى حالة الفراغ الدستوري التي نعيشها، لا بد أن هناك شخصا ما أو عدة أشخاص مسؤولين عما يتعرض له البلد، فليس من المعقول أن كل هذه الأخطاء ارتكبها «جني» مثلا!
> > >
أغذية فاسدة ولا تتم محاسبة أحد، وقانون الأسرة لا يتم تطبيقه ويخالف به الشمالي القانون بقرار وزاري ولا تتم محاسبة أحد، ومناقصات مليارية لمشاريع لا ترى النور ولم تتم محاسبة أحد، ومليارات خطة التنمية ولم تتم محاسبة أحد، والبلد عصف به دعاة الفتنة ولم تتم محاسبة أحد، ونواب سحلوا ومواطنون ضربوا بسبب ندوة وليس مظاهرة أو مسيرة ولم تتم محاسبة أحد.
> > >
ما يتضح هنا أنك إذا كنت تعمل في الحكومة وأخطأت، بل حتى إن ارتكبت كارثة، فلن تطولك المساءلة، ولن يحاسبك أحد، وكلما كبرت المصيبة التي يتسبب فيها خطؤك، زادت حصانتك ضد المساءلة.
> > >
لكن، طالب بالإصلاح وسترى أنك إما أن تهمل تماما وتتهم بـ «الغوغائية» أو تتهم بـ «التأزيم».
> > >
لا نريد سوى الإصلاح، وسكة الإصلاح واضحة، حاسبوا المسؤولين أولا عن كل تلك الأخطاء، أما وأنتم تتسترون عليهم فإنكم حتما إما.. شركاء معهم… أو شركاء معهم.
> > >
توضيح الواضح: من الغريب اتهام الكويتيين بأنهم لا يستقلون النقل الجماعي، مع أن ماكو «باص» سياسي ما ركبه الشعب.
thaar29@
Waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق