نحتاج بين وقت وآخر التغيير في حياتنا، وخاصة اننا في الكويت تتميز حياتنا بالروتين، بسبب غياب النشاطات الخارجية لسوء الطقس معظم اشهر السنة.
ورمضان من اكثر اشهر السنة التي نكسر فيها روتين حياتنا، حيث تتوجه كل انشطتنا باتجاه ديني، بدءا من الصيام بعد الامساك والافطار بعد غياب الشمس، الى الصلوات والخيرات.
هذا العام سيكون يوم الانتخاب في منتصف رمضان تقريبا وآخر القرقيعان. وهذا سيضيف كثيرا علينا في هذا الشهر الفضيل، حيث ستلتقي جموع الناخبين الصائمين في مكان آخر غير الجوامع والديوانيات، تلك الجموع التي اتوقع ان تزيد اعدادها عن المتوقع، ستلتقي في مدارس الكويت لانتخاب الاكفاء من رجال ونساء هذا البلد الجميل.
يتحجج من يريد الفشل لهذا اليوم بحرارة الطقس، وهذا موضوع ليس بجديد علينا، فقد تعودنا الحرارة الشديدة في رمضان، حتى ان عددا كبيرا من الكويتيين يلجأون الى ممارسة رياضة المشي قبيل الافطار بكثافة، او ممارسة الرياضة في الاندية الرياضية، وبعضهم الآخر يتجول في الاسواق الى ما قبل الافطار بقليل.
توفير المراوح وتبريد الممرات بتغطيتها سيساعدان على سهولة الانتخاب، من دون الحاجة الى الانتظار فترة طويلة اذا ما تم تكثيف لجان الانتخاب وزيادة عددها، وكذلك عدد القضاة حتى يتم الفرز بشكل سريع، وينتهي هذا اليوم الكبير بنجاح يكرهه المقاطعون، والراغبون في فشل هذا اليوم ايضا.
اهل الكويت والمحبون لها، كما عهدناهم دائما سيصرون على نجاح هذا اليوم، ولانهم يحبون هذه الارض ويحترمون كل من يحب ارضهم، سيشاركون بكثافة وسيثبتون انه لا الطقس الحار ولا الجوع ولا الارهاق سيحول دون الاثبات لكل العالم ان الديموقراطية في الكويت لا تعرف حرا وجوعا وارهاقا، بل هي تتألق في الظروف الصعبة.
عندما اختار طاغية العراق الثاني من اغسطس ليغزونا، اعتقد ان لهيب هذا الشهر سيبقينا في بيوتنا ويثنينا عن مقاومته، غير انه لم يعلم ان عمليات المقاومة من قتل وحرق وتفجير، التي تفنن به شباب مقاومتنا الرائعون، كانوا لا ينشطون الا في ساعات الظهر القائظ.
هو لا يعلم وغيره انه حين تكون الكويت هدفنا، لا يهم اين نحن ومتى وكيف.. ولماذا.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق