نحن امام تجربة سياسية فيها مسؤولية وطنية ورقابة “شرعية” مادامت انتخاباتنا النيابية هذه الدورة ستكون في شهر رمضان الذي بالتأكيد يجبرنا على عدم الخوض في “الغش” السياسي وتضليل الناس بالتصريحات الرنانة ذات طابع التجريح والتشكيك والذم واللوم وكذلك شراء الذمم والاصوات, فهل نحن ملتزمون في هذا الموضوع ومجبورون على “الصيام” السياسي في هذه المرحلة والدورة الانتخابية التكميلية للفصل التشريعي الـ 14 من جديد باعتبار ان هذا الفصل لم يكمل مدته الدستورية وانفرط عقده بعد 6 أشهر بعد صدور الحكم القاضي بابطال مجلس ديسمبر 2012 فاصبح مجلس 2013 مكملا لهذا الفصل التشريعي? بالعودة لموضوع “الصيام” والانتخابات نقول: السياسيون المبطلون في مجلس فبراير 2012 عزموا المشاركة في هذه الدورة الجديدة بعد مقاطعتهم لانتخابات “الصوت الواحد” قبل التحصين فماذا نقول لهم?
في الحقيقة لهم كل العذر وبالتأكيد هم نادمون لعدم مشاركتهم في الانتخابات الماضية بالصوت الواحد, واليوم اصبحت مشاركتهم حسب رأيهم “دستورية” فلا عذر للمقاطعة ولا عذر لنا في حجب اصواتنا عنهم ومقاطعتهم مثلما قاطعوا هم, ونقول لهم: دستور 62 وبمواده التشريعية لايزال كما هو لم يطرأ عليه تعديل وتغيير, لكن ما تغير هو موقفهم ومبدأهم السياسي كذلك, فلا يظلموا الناس اذا حاسبوهم على هذه المواقف وهذا التراجع عن المبادئ الوطنية التي طالما تشدقوا بها طوال مسيرتهم الديمقراطية والسياسية داخل وخارج قاعة عبدالله السالم قبل وبعد الانتخابات الماضية, بالطبع هم يلمعون انفسهم وتاريخهم السياسي من جديد ولكن الثوب السياسي واللسان والموقف لايزال يصدح بالاجندات الواهية والواهمة بانهم يملكون تغيير اهل الكويت وتغيير “الدستور” رغم وطنيتهم وتاريخهم الوطني الذي هو تاريخ الاباء والاجداد.
فهل نعذرهم عن موقفهم بالمقاطعة ولا نشكك بمبادئهم واجنداتهم الخاصة? الصراع الانتخابي لا يقبل الغش والمراوغة لان الصيام السياسي محرم علينا وعليهم لان من غشنا فليس منا.
****
الصراع السياسي على “كراسي” 2013
بالتأكيد انتخابات يوليو 2013 ستشهد صراعا سياسيا على “كراسي” مجلس 2013 بالصوت الواحد المحصن والكل يطمح في الاستيلاء على هذا الكرسي بعد تحصينه دستوريا بحكم المحكمة الدستورية.
وبالتأكيد الصراع بين كل القوى السياسية والقبلية سيكون في اوج قوته السياسية هذه الانتخابات على عكس كل السنوات الماضية طالما افل نجم المعاكسة والمقاطعة الفاسدة التي كادت تفسد الاجواء الديمقراطية في وطن الدستور فهل انكشفت كل تلك الاجندات اليوم فاصبحت المقاطعة بلا غطاء دستوري وسياسي.
* كاتب كويتي
TWITTER:@TARIQ_EDRES
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق