مع دخول دولة قطر عهدًا جديدًا بتولي الشيخ الشاب تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الحكم بعد تنازل والده رسميًا صبيحة الثلاثاء في خطاب متلفز، فإن هذه الدولة الخليجية الصغيرة تبدو محظوظة ليس بما حققته على الصعيد الاقليمي أو الدولي أو قدرتها الاقتصادية، بل بوجود ثلاثة حكام أحياء في زمن واحد.
الأمير القطري الجديد تميم بن حمد آل ثاني، سيكون هناك الأمير الوالد حمد بن خليفة الذي تنازل طوعياً عن الحكم، وكذلك سيكون هناك “الأمير الجد” وهو خليفة بن حمد الذي كان عزله نجله في انقلاب أبيض في 27 يونيو العام 1995.
وكان “الأمير الجد” الشيخ خليفة بن حمد هو الآخر قام في 22 فبراير 1972 بانقلاب أبيض ضد ابن عمه الحاكم أحمد بن علي ليصبح سادس أمراء قطر. وبعد عزله في انقلاب الابن، عاش الشيخ خليفة في الخارج ولم يعد الى قطر الا العام 2004 للمشاركة بتشييع إحدى زوجاته.
يذكر أنّ الشيخ تميم بن حمد مولود في 3 يونيو 1980 وحاصل على الشهادة الثانوية من مدرسة شيربورن في المملكة المتحدة عام 1997، وتخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة العام 1998
ويرى مراقبون أن الأمير الشاب سيركز على التطور الداخلي للبلاد بدلاً من التدخلات الإقليمية، وسط توقعات أن يشمل انتقال السلطة تنحية رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي لعب دورًا حيويًا في تشكيل صورة قطر الحالية البارزة في الساحة الدبلوماسية والإقليمية”.
يذكر أن حمد بن جاسم بن جبر ملياردير ومستثمر ذكي، فقد غذى صندوق الثروة السيادي القطري باحتياطيات الغاز الهائلة، وظهر الصندوق كمستثمر عالمي قوي، يشتري حصصاً في أسهم بارزة، ومساحات من العقارات الأوروبية العالمية”.
ويعتقد المراقبون أن بن جبر لا يمكن أن يضع نفسه في خدمة الشيخ تميم على غرار ما كان حاصلاً مع والده الامير الشيخ حمد الذي يسمح لنفسه أحيانًا بأن يوجه إليه كلاماً بذيئًا لتأكيد أن هناك رجلاً قويًّا واحداً في البلد هو الأمير.
وحسب شخصية قطرية قريبة من أسرة الحكم، فإن حمد بن جاسم يمتلك نقاط قوة عدة، من أهمها الانتماء إلى جناح قويّ في العائلة أساسه جدّه جبر الذي كان شخصية قويّة، ولذلك، يصرّ على استخدام اسمه الثلاثي (حمد بن جاسم بن جبر) في كلّ المناسبات والمراسلات.
أما أبرز نقاط الضعف لديه، فهي عائدة إلى أنه منغمس في كلّ النشاطات التجارية في البلد، فضلاً عن استعدائه عائلات مهمّة أبرزها آل العطيّة، إضافة بالطبع إلى عائلة الشيخة موزة والمحيطين بها والمستفيدين منها.
قم بكتابة اول تعليق