الاندبندنت : محمد العريفي وياسر الحبيب يقسمان المسلمين في إنجلترا

لاحظ تقرير صحافي بريطاني تصاعد التوتر بين المسلمين من السنة والشيعة في المملكة المتحدة خصوصًا لجهة وجود داعيتين إسلاميتين من الطائفتين المتنافستين.

و يبدو أن حدة التوتر زادت بين أنصار الطائفتين مع الزيارة التي يقوم بها الداعية السعودي محمد العريفي التي قيل إنها “دعوية” للعاصمة البريطانية والالتقاء بالمسلمين وإلقاء محاضرات وتنفيذ برنامج ديني يختص المسلمين في بريطانيا وسط دعوات للحكومة بإبعاده.

ونشرت صحيفة (الاندبندنت) اللندنية، الثلاثاء، تحقيقاً بعنوان “السنة ضد الشيعة – مسجد جديد يسلط الضوء على التوتر المتزايد بين المسلمين في بريطانيا”. وقال التحقيق إن “بريطانيا قد تبدو عالمًا بعيدًا عن القتال في سوريا، لكنّ مسجدًا جديدًا بالقرب من مقاطعة باكينغهامشير يعكس ارتفاع التوتر بين مذهبي الإسلام”.

وأضاف كاتب التحقيق كاهال ميلمو إن “بلدة فولمر التي يقع فيها المسجد تتميز بحانتها المزدحمة ومساحات من الزهور المزروعة بعناية على جوانب الطرق لا تنبئ بأنها ستكون بؤرة للمخاوف من أن سكانها المسلمين السنة والشيعة سيغرقون في أتون الفتنة الطائفية بشكل سريع”.

وأشار الكاتب إلى أنه عندما أُعلن عن شراء كنيسة قديمة في البلدة بمبلغ مليوني جنيه استرليني وعن خطط لتحويلها الى مسجد شيعي ثار قلق ازاء مسألتي الازدحام المروري والضوضاء، ولكن على العكس كان الوافدون الجدد محل ترحيب من السكان، ويستشهد الكاتب بقول أحد السكان: “مادام لن يرفع الاذان للصلاة في الخامسة فجراً، فنحن سعداء جدًا بوجودهم”.

ومع افتتاح المسجد فوجئ السكان بأن إمامه هو الشيخ ياسر الحبيب الذي يمثل أحد اقطاب المواجهة بين معتنقي المذهبين السني والشيعي في بريطانيا.

وأشار الكاتب إلى أن الشيخ محمد العريفي، وهو أستاذ في جامعة الملك سعود في الرياض دعا مؤخرًا إلى “الجهاد” في سوريا “بكل وسيلة ممكنة” وقد وُصف بأنه نجم المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين في مسجد المنتدى في منطقة فولهام غرب لندن وسيكون ايضاً نجم حفل العشاء الذي يقام نهاية هذا الاسبوع بغرض جمع التبرعات لضحايا الحرب في سوريا.

وذكر التحقيق أن إمام مسجد فولمر الشيخ الحبيب (34 عاماً)  جاء الحبيب إلى بريطانيا في عام 2004 بعد أن أسقطت عنه الجنسية الكويتية، وتمكن من بناء قاعدة جماهيرية لا بأس بها في الشرق الأوسط من خلال محطته التلفزيونية.

وقالت الاندبندنت إن الشيخ حبيب ومحطته التلفزيونية التي تبث من قاعدة جديدة في مسجد فولمر خضعا للتحقيق العام الماضي من قبل هيئة تنظيم الاتصالات (أوفكوم) بسبب خطبة متلفزة شكك فيها في عقائد السنة.

وتختلف الجماعات الشيعية المعتدلة مع وجهات النظر هذه وتحذر من عناصر خارجة على حد وصفها من الشيعة والسنة على حد سواء مطالبة ألا يسمح لها بممارسة نفوذها، وداعية الحكومة إلى دعم جهود قادة المجتمع الاسلامي لتحجيم المتطرفين.

ويقوم ياسر الحبيب حالياً بإلقاء محاضرة أسبوعية مساء كل سبت في حسينية “سيد الشهداء” تُبث على قناة (فدك) مباشرةً، كما أن له محاضرة يلقيها في قناة فدك مساء كل جمعة ثم يتلقى اتصالات ومداخلات المشاهدين.

والحبيب حصل على حق اللجوء في المملكة المتحدة، واستقر لمدة سنتين تقريباً في شمال إنكلترا، ثم انتقل إلى لندن، وأعاد فيها تأسيس هيئة خدام المهدي، ثم اتخذ له مكتباً موقتاً، وأسس الجريدة الشيعية (بالإنجليزية: Shia Newspaper) وأشرف على تحريرها، وهي جريدة باللغة الإنجليزية، ثم استقلت لتصدر بالإنجليزية فقط.

كما أسس ياسر الحبيب (حوزة الإمامين العسكريين) من أجل بث أفكاره وآرائه التي يراها بعض الشيعة مخالفة للمنهج الشيعي، بينما يعتبرها ياسر الحبيب المنهج الأصيل للشيعة وينتقد من يخالفها من الشيعة. ويشرف ياسر الحبيب بنفسه على الحوزة، ويدرس فيها علم الفقه الإستدلالي، وعلم الكلام في مرحلة السطوح العالية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.