وليد الجاسم: الرقص.. على الدستور

كلما تمعنت اكثر في القرارات الحكومية اللاحقة لحكم المحكمة الدستورية وارتباكها وغرقها في شبر «مرسوم دعوة» اصابني شعور الفنان سعيد صالح وهو تحت وقع الذهول مما يسمعه من جمل غير مترابطة وكلمات غير واضحة من زميله في مدرسة المشاغبين يونس شلبي، ويرجوه مرارا وتكرارا ان يركز.. ويقول له.. «انا عايز جملة مفيدة»!

ما افهمه امر واحد، ومع احترامي لرجال القانون والتخريجات العظيمة التي اجتهد بها البعض وشطح بها البعض الآخر الا انني لا اقتنع الا بأمر واحد فقط لا غير، وهو ان مجلس الامة فقد شرعيته واعلن بطلانه من اللحظة التي نطقت بها المحكمة الدستورية بالحكم، كما اعلم ان المشرع عندما حدد مدة الشهرين فهي المدة التي ارتأى عدم جواز تخطيها دون وجود برلمان في البلاد.
وبناء عليه، ومنعا لأي لبس أو اخطاء تؤدي الى بطلان العملية الانتخابية القادمة، فإن الاحوط والافضل عدم التلاعب على نصوص الدستور وان يتم التزام المدة المحددة بستين يوما اعتبارا من يوم 2013/6/16 (وهو يوم نطق المحكمة الدستورية)، وأي اجتهاد عدا ذلك ليس الا حالة تزّيد ممجوج وتحميلاً للنصوص الدستورية بما لا تحتمل وشططاً في التفسير تحقيقا لغرض «مترف».. ألا وهو تفادي العمل والانتخاب في الصيف اللاهب وفي شهر رمضان المبارك، واعطاء الفرصة للمترفين لكي يعدوا عددهم الانتخابية ويحضروا أنفسهم لمعركة ناعمة في شهر اكتوبر حيث تهدأ حرارة الشمس وتزول رياح السموم.
لو كنت مكان الحكومة والقوى السياسية والمرشحين لاستبشرت خيرا بشهر رمضان ولاعتبرته بشارة خير لمجلس لم ينفك عنه النحس منذ سنوات آملين ان يكون «مجلس رمضان» مباركا.
ولكن، مع الأسف يبدو أن فئة «ياي» وفئة «إنو» التي حذرنا من خطتها في مقال سابق قبل أيام أقوى من الاعتبارات الدستورية والسياسية في البلاد، وهم أصحاب الكلمة العليا واليد الطولى والخزائن المحشوة بخيرات الكويت، وباقي الكتل السياسية مستعدة لأن تتبعهم خصوصاً مع التلويح بإمكانية إحياء «الرميم – مجلس 2009» وإقرار قانون انتخابي جديد من خلاله بنظام الصوتين يريح الحمائم والصقور، ويمنح منفذاً للمعارضة يبيح لها دخول الانتخابات القادمة باعتبار أن العائق الذي كان أمامها وتتحجج به دوما (الانفراد في تعديل قانون الانتخابات) قد زال وصار هناك قانون جديد للانتخاب أقره «مجلس الخزي والعار» الذي طالبوا جميعا بحله واعدامه.
وعش رجباً تر عجباً، والله يرحم منطق يونس شلبي على منطقكم الاعوج.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.