إقبال الأحمد: لا تكن مثل مرسي

عندما فاز الرئيس المصري محمد مرسي بالرئاسة وخلال الايام الاولى لحكمه، اعلن ان ابوابه مفتوحة لكل الناس ولكل من لديه مشكلة، وانه سيلاقي جموع شعبه متجردا من أي لباس واق للرصاص وغيره، لانه يثق بشعبه، وفتح جاكيته امام الحشود لترى انه لا يحمي نفسه بشيء.

وبعد اسابيع قليلة انتشرت القوة العسكرية بكثافة حول قصر الرئاسة بعد ان تدافع الناس وكل منهم يحمل ورقة او وثيقة، وتسلقوا اسواره مما تسبب في كثير من الفوضى…فعزلت منطقة القصر وليس القصر فقط عن عامة الشعب…اما موكب الرئيس مرسي فقد اصبح مهيبا اكثر من اللازم بسبب الحراسة الاكثر من لازم خوفا على الرئيس.

اخاف على اللواء عبدالفتاح ان يصل الى هذا الامر… حين فتح ايميله الخاص وابواب مكتبه والكاميرا تقف امام من يستعطفه ويطلب رحمته كما شاهدنا في برنامج «تو الليل»… وهذا بنظري الخاص، وليسمح لي اللواء العلي، فيه شيء من التسطيح للدور الذي يقوم به…فما يتخيل انه قادر على القيام به وبسهولة لن يتحمله في الايام المقبلة.. فالعمل الصامت وبعيدا عن الاعلام وبكل هدوء ودون حماس اكثر من اللازم يؤتي ثمارا اكثر جدية.

لا اختلف مع اي انسان ان ما يقوم به اللواء عبدالفتاح مطلوب منذ زمان…وان رد الفعل الذي حصل في البلد كاف بحد ذاته…ولكن التروي والهدوء ايضا مطلوبان…والحماس الزائد والسريع في كثير من الاحيان قد يأتي بنتائج دون المرجوة….ولكن هذا لا ينفي انني من اشد السعداء في وجود شخص مثل اللواء عبدالفتاح.

اعرف ان الشق عود في «الداخلية» وبخاصة المرور ولكن حتى نخيط هذا الشق نحتاج الى سراجة اولية ثم اعادة الخياطة بدقة حتى لا يعود الشق مرة اخرى، وقد يحتاج الامر في بعض الاحيان الى استبدال قطعة القماش اذا كانت مهترئة لا ينفع معها الترقيع.

«الداخلية» ورجال الشرطة يحتاجون الى امرين : اولا اعادة الهيبة لهم، وهذا لا يتأتى الا بالامر الثاني، وهو اعادة تأهيل جزء كبير منهم ليكونوا قدوة نخافها ونعمل حسابها ونفكر الف مرة قبل ان نتصدى لها او نتحداها او نتجاهلها…وما يؤكد هذا الامر الكم الهائل من المخالفات المنتشرة في شارع ورصيف بكل اشكالها، والتي نتمنى ان تنجح الحملة الحالية في الحد منها سريعا وليس القضاء عليها تماما..لانها تحتاج الى وقت اطول مما نتوقع.. فما يأتي بسهولة يذهب بسهولة ايضا.

ولأدلّل على ما ذكرته من ضرورة الهدوء والتأني..ما نشر حول اطلاق سراح عدد من الاحداث الذين اعتقلوا لانهم كانوا يقودون سيارات دون اجازة قيادة وهم دون السن القانونية وحجزوا…بعد ان كتبوا تعهدات بعدم العودة لهذه المخالفة بعد ان تدخل الاهالي واولياء الامور…رغم ان التصريحات التي اعقبت الاعتقال انهم سينالون جزاءهم ولا تردد بذلك.

ثم ان الوعود التي اطلقها اللواء عبدالفتاح من ان زحمة السير في رمضان المقبل لن نراها كما كانت العام الماضي..هو ايضا موضوع مبالغ فيه لان خروج ملايين السيارات في وقت واحد وفي وضع شوارعنا الحالية، التي ما زال جزء كبير منها مغلقا لاستمرار تطوير الطرق وتجديدها وبخاصة الطرق السريعة…ستكون كعنق الزجاجة الذي تتجمع عنده السيارات..وكان الاجدى باللواء عبدالفتاح ان يتعهد بعمل كل ما يستطيعه هو وكل المسؤولين المعنيين للحد من هذه الزحمة، لا ان يعد بأننا لن نراها ابدا.

• • •

• اقترح احد القراء ان تستغل الشاشات الضوئية المنتشرة على الطرق السريعة في التنبيه الى عدم القاء المخلفات من السيارات كأكياس الوجبات السريعة او علب المشروبات الغازية او زجاجات الماء او المحارم الورقية.. لان هذه الظاهرة اصبحت للاسف شائعة مما يدل على كم الجهل في ادنى درجات الوعي بنظافة الشارع والاماكن العامة…فمن يلقي شيئا من سيارته يتميز بالانانية المقززة التي تسمح له، من دون ادنى وعي واحساس بالمسؤولية، بالقاء وساخته في الشارع العام..لا ان يحتفظ بها في سيارته ليلقيها في اقرب صندوق زبالة.

واقترح ان يكتب ايضا في حال التنويه الى ضرورة الالتزام بأي سلوك مثل السرعة او ربط الحزام او ابقاء الاطفال في المقاعد الخلفية، وان يكتب باختصار الجزاء القانوني له.

إقبال الأحمد

iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.