وليد الجاسم: فواتيرنا للمياه.. مضروبة

بسبب تهالك شبكة تزويد المنازل بالمياه في الكثير من المناطق منذ سنوات وتسرب المياه منها إلى باطن الأرض إضافة إلى ضعف الإنتاج وعدم قدرته على ملاحقة كثرة استهلاك المياه في شهور الصيف الحارة ضعفت المياه في الأنابيب وصار وصولها إلى خزانات المياه فوق البيوت والعمارات صعباً مما اضطر الكثير من أصحاب البيوت وقاطني العمارات السكنية إلى وضع مضخات للمياه عند ساعة الحكومة (العداد) الذي يحسب استهلاك المياه، لتتمكن هذه المضخة من دفع المياه الضعيفة إلى خزانات المياه الموجودة فوق أسطح المنازل.
هذه المضخة ممنوعة ونسمع عن غرامات باهظة تواجه من يضعونها في منازلهم، ولكن لها حاجة ماسة واضطر الناس الى استخدامها بعدما ضعف الضخ في تلك السنوات الماضية وعجزت المياه في كثير من الحالات عن الوصول الى «توانكي» البيوت والعمارات واضطر الناس آنذاك الى جلب تناكر المياه من المضخات عائدين بالزمن إلى أيام التناكر وأيام سيارات «بيوك» و«كاتلاس» و«بونتيك».
قبل أيام علمت بالصدفة من مهندس قريب لي ان تلك المضخات الموضوعة مباشرة خلف (الساعة/ عداد المياه) تسبب حالة دوران جنوني للعداد الذي يدور بسرعة هائلة ويحسب على الناس معدلات استهلاك كبيرة ومبالغ فيها وغير حقيقية لأن التوانكي حتى اذا امتلأت بالمياه تكون المضخات موصولة بالكهرباء وتظل تعمل وتسحب الهواء الذي يحرك الساعة. وبامكان اي شخص لديه مثل هذه المضخة ان يلاحظ السرعة الغريبة والعالية التي تدور فيها الساعة وتحسب عليه استهلاكاً غير حقيقي.
الزبدة: قريبنا المهندس حل الموضوع بتركيب «تانكي» مياه على ارض حوش المنزل ونقل المضخة بعد التانكي بدلا من موقعها الاساسي بعد العداد، وصارت المحاولة كالتالي..«مياه الحكومة الضعيفة تعبر الانبوب وتمر من الساعة الى التانكي بهدوء وسرعة طبيعية لان الخزان منخفض ولا يحتاج إلى قوة ضخ تدفع بالمياه إلى الأدوار العليا، ثم يخرج أنبوب من التانكي الى المضخة التي بدورها تسحب المياه من التانكي الموجود بالحوش إلى التانكي الموجود بالسطح بتمديد خاص.
عندها سوف تلاحظون ان الساعة تدور بهدوء كبير وان الاستهلاك المحسوب عليكم للمياه انخفض كثيراً، بما يؤكد ان ما كان يتم احتسابه اصلاً على الناس من استهلاك للمياه غير حقيقي، وربما لو احتسبنا مجموع ما جمعته ساعات عدادات المياه العذبة لوجدنا انه اكبر بكثير من الانتاج الكلي للمياه العذبة في الكويت كلها.
وهنا، نتساءل: من وين نستعيد فلوسنا من الحكومة؟ وكيف نرفع الظلم عمن ظلموا؟

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.