في زمن اتساع رقعة اللامبالاة والركون الى التقاعس، يظهر مخلصون لإزالة الاخطاء المتراكمة في جهاز الدولة.. بالامس ظهر محمد البدر فأزال التجاوزات واحتلال اراضي املاك الدولة، فنال الشكر والتقدير من الشعب، واليوم ظهر اللواء عبدالفتاح العلي ليزيل تراكمات الاخطاء في «المرور».. والناس لا تيأس من احتجاب المصلحين من ظهورهم لينقذوا البلاد من المفسدين.. وليوقفوا هدر الفساد والاموال.. والشعب يراقب فيشكر المصلحين.. اليوم اللواء عبدالفتاح العلي على كل لسان يلهج بفضله، لانه اعاد للطرقات نظامها وقضى على الزحام.. تكسي الجوال انتشر فوق حاجة البلاد بعد ان تقاسمه مسؤولون في جهاز الامن مع افراد من اهلهم وذويهم لمصالحهم الخاصة.
في السابق كان الضباط الكبار في المرور ينزلون الى الطرق المزدحمة ليسهلوا المرور وكانوا يتلقون الشكر من الذين يمرون بهم من مسؤولين في الدولة وسائر المواطنين المنعطف المروري بشارع دمشق بين السرة وقرطبة كان يتولى تنظيم المرور به احد الشرطة لخطورة المنعطف، وزاحمه زملاؤه كيلا يفتح عليهم بابا قد اغلقه الاهمال وعدم الرغبة في العمل.. هذا المنعطف ليس فيه ضرورة امام المخاطر التي تحدث فيه، وهو قرب الجسر ولا يبعد عنه اكثر من مائة متر فقط، واغلاقه اصلح.. ثم ان بعض الناس لا تحترم التعليمات.. وضعت ركائز صفراء كيلا يتخذ السائقون صفا آخر ويضيقوا الطريق على الغير فقام البعض من السائقين بسحق الركائز من المرور عليها.. وهذا المنعطف فيه خطورة على المارة والافضل اغلاقه.
< الاشارات الارشادية المرورية نهبها السُّراق واللصوص.. وطريقتهم ساذجة يعرفها الجميع يفكون اللوحات من اعمدتها ويتركونها مرمية لأيام وبعد حين يزيلونها.. التهم دائما تلصق بالآسيويين ولولا بعض المواطنين من ورائهم لما تمت هذه السرقات وهي من الاهمية بحيث تعرض حياة المواطنين للخطر.. بعد هذه السرقات ظهرت مناقصة في العام السابق لتوريد الارشادات المرورية بقيمة اكثر من مليوني دينار.
< عمال ومستخدمون ما كانوا يحصلون على رخص القيادة حتى تيسرت لهم عن طريق دفع المال عن قنوات من العمال الآسيويين واخذت تتزايد قيمة المبالغ الى حد غير معقول.
< قبل عامين اتصلت بمسؤول مروري فنبهته الى ظاهرة غريبة لا تحدث الا في بلادنا، وهي ان شاحنات لمحلات بيع الزجاج ابتكروا لهم طريقة غريبة في وضع رفين على جانبي الشاحنة بعرض متر وهذا خارج حيز المركبة.. حيث رأيت حادثا لسيارة انيقة لسيدة قد مزقت سيارتها الرفوف الحديدية الحاملة للزجاج فاتصلت بأحد المسؤولين فلم اجد لديه ردة فعل للموضوع، وبعد عام كلمت مسؤولا في المرور فاهتم بالامر ولا اعرف ان ازيلت هذه المخالفة ذات التحدي الواضح.
< المطبات في الطرقات كانت تثبت بها الزجاجات العاكسة للاضاءة في الليل.. Cat”s eye عيون القطط.. اما الطلاء باللون الابيض فمسح وما عاد واضحا واخرى لم تطل بعد.
< رأيت في مدن ألمانية طريقة لطيفة وهم يجعلون خطوطا بيضاء من السراميك في التقاطعات، ويرصعون المطبات بالفسيفساء العاكسة للاضاءة، ومربعات صغيرة بيضاء تلصق على (الاسفلت) القار اثناء عمل المطبات وتبقى جلية ناصعة كلما جاءت عليها عجلات السيارات.
واحيانا يكتبون على المطبات بحجارة السراميك عبارات (خفف السرعة)، وانتبه امامك مشاة، او منعطف مع العيون العاكسة للاضاءة.. كنا نستشهد بالنظم المرورية في دول الغرب الآن هناك انظمة متفوقة في الامارات العربية وخاصة دبي اشارات ضوئية ترشد سالكي الطرق بالسيارات والمشاة، وكذلك في عُمان.
< داخل المناطق السكنية في الكويت لا توجد اشارات ضوئية رغم ازدحامها بالسيارات والدراجات النارية والعادية.. وليس فيها اشارات للمشاة ابدا.. وبعد ذلك اقدم التحية والشكر للواء عبدالفتاح العلي، على جهوده المبذولة.
عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق