مولاهم جالس على الكرسي يخط بقلمه الكلمات التي يتوجب على رئيس جمهورية مصر العربية ان يقولها للشعب محاولا استمالة قلوبهم نحوه، ونحو جماعته، على الرغم من أخطائهم الكثيرة، والرئيس المنتخب واقف عند الباب كمتسوّل ينتظر الصدقة، قبل ان يتقدم و(يدنّق) على حضرة المرشد، ويبربر بكلمتين ثلاث مما تسعفه بها قريحته، لعلّ وعسى يوافق الرئيس الحقيقي على ادراجها في الخطاب الجماهيري.المنظر في الحقيقة يمكن ان تؤلف فيه مسرحية كوميدية فكيف يسمح لنفسه شخص انتخب لكي يكون رئيسا لتسعين مليون انسان ان يكون مجرد طمبور طين، يكرر ما يقوله الرئيس الفعلي لمصر؟ واذا حدث وخرج على النص، قال ما لا فائدة منه من كلام.مرشد الاخوان المسلمين الذي يتطلع، ويعمل على ان يكون حاكما لكل المسلمين، يساعده في ذلك أبناء الجماعة المنتشرون في بلاد وطني حبيبي سواء كانوا من الأثرياء المترفين، أو من الفقراء المطحونين، الذين يتآمرون على حكوماتهم من أجل تحقيق حلمهم بإقامة دولة الاخوان.الرئيس محمد مرسي أصبح رئيسا بضربة حظ، ومنذ أصبح رئيسا لمصر، الى يومنا هذا، وهو يثبت أنه لا يصلح لذلك المنصب، وأنه جلس في كرسي أكبر كثيرا من حجمه، ويكفي منظره المستفزّ لمشاعر كل مسلم، وهو يصلّي في أحد المساجد محاطا برجال القوات الخاصة عن يمينه وعن شماله ومن خلفه، فأين هو وأين سيدنا عمر رضي الله عنه، النائم بأمان تحت ظل شجرة؟ أتى الاخوان للحكم، وقدّموا وعودا، من خلال مندوبهم مرسي، ان الأحوال في مصر ستتغير الى الأحسن بعد أشهر معدودات، فمرت تلك، ولم يتغير من الأمر شيء، بل ازدادت الأمور سوءًا، وثبت للمصريين ان راجي المحال عبيط، وآخر الزمر طيط.مع ذلك لايزال اخوان الكويت يدافعون باستماتة عن هؤلاء، بل ويهاجمون أهل الكويت الشرفاء من أجل عيونهم.
حين سلّمت دولة الامارات الكويت أسماء المتورطين الكويتيين في خلية الاخوان المسلمين الاماراتية خرج كلام، أثبتته الوقائع فيما بعد، بأنه: لن يتم القبض عليهم لمكانتهم القبلية والاجتماعية، وهو ما جعلنا نتساءل: ماذا نستفيد نحن باقي أهل الكويت، من مكانتهم تلك لو نجح مخطّطهم الانقلابي على النظام، وأمسكوا برقبة الدولة، بعدها، وين نولي ووين نروح؟ هذا الأمر يجعلنا نتساءل: لماذا تكون حكومات الخليج، ومنها الامارات، صارمة، حاسمة، حازمة، على الدوام، بينما نجدها في الكويت خائفة مترددة، تتلفت وراءها عند كل خطوة، وتحسب الحسابات لكل قرار؟ الامارات كانت قد قامت بسحب جنسيتها من سبعة أشخاص حصلوا عليها في السبعينيات والثمانينيات لقيامهم بأعمال تعد خطرا على الدولة وسلامتها، وكان هؤلاء السبعة من المنتمين لجمعية الاصلاح القريبة من فكر الاخوان المسلمين، وحين طعن هؤلاء بذلك القرار في المحكمة جاء قرار المحكمة برفض الطعن، وتضمن الحكم عدم جواز الطعن بإجراءات وزارة الداخلية، فلماذا لا نفعل مثلهم، ونضع مصلحة الكويت واستقرارها قبل أي شيء مهما تطلب الأمر؟ عموما، وفي ظل تخاذل حكومتنا المستمر لا نملك الا اطلاق التحذيرات لها مرة تلو مرة، وبالتالي – اللي يحسب الحسابات، في الهنا لازم يبات.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق