“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ” (الحجرات 12).
كُتبت الآلاف من البحوث والمقالات والدراسات حول “الوحدة الوطنية,” ولقد اختلفت طريقة نقاش هذه القضية الوطنية المهمة, ولكن الأغلبية تتفق على التالي: “حسن الظن يكرس الوحدة الوطنية”. فمن أجل أن تتكرس الوحدة الوطنية لا بد من الحرص على تعزيز ثقافة حسن الظن بين أعضاء المجتمع, والذين يتشاركون في الثوابت والمنطلقات الوطنية نفسها. ومن أجل أن يتحقق حسن الظن بالشريك الآخر في المواطنة لابد من مراعاة المبادئ الأخلاقية التالية:
حسن الظن يشير إلى اجتناب سوء الظن وسوء النية ضد المواطن الآخر.
نقد الأداء والابتعاد عن إهانة كرامة الشخص الآخر, أو إزدراء إنسانيته والتقليل من أهمية مواطنته.
تقوية الشعور بأهمية الحس الوطني, والاصرار على توضيح أنه الأداة الأخلاقية المشروعة لتكريس التوحد الوطني.
الابتعاد عن استعمال معايير شخصانية وإقصائية في تقييم المواطنة الحقة.
البعد عن اغتياب الآخرين والمس بسمعتهم أو تشويهها فقط لأنهم يختلفون عن الأقلية أو عن الأغلبية.
مكافحة خطابات الكراهية والنأي عن التشكيك والتخوين بين أبناء الوطن الواحد.
ترسيخ سلوكيات وتصرفات المواطنة الصالحة في قلوب وعقول صغار السن.
بدء النقاشات الاجتماعية والوطنية حول مواطن الاتفاق, لا حول مواطن الخلاف.
الحرص على بث روح التفاؤل في النسيج الاجتماعي.
تكريس غيرة وطنية حميدة تجاه المواطن الآخر, الشريك التاريخي والاجتماعي وعضو الأسرة الوطنية المتوحدة.
الموازنة بين حرية الرأي والتعبير وحماية حرية المواطنين الآخرين.
توضيح تناقض خطاب الكراهية مع الدين والعادات والتقاليد الاجتماعية الوطنية.
تكريس نهج اجتماعي إيجابي حول أهمية الاتفاق على تحقيق الصالح العام.
نقد الشخص استنادا الى أفعاله وأدائه وليس لمذهبه أو عرقه أو ميوله الثقافية.
التزام الحكمة في التعامل مع المواطنين الآخرين والترفع عن التحزب والتعصب للآراء الشخصية.
الحرص على تأكيد الحفاظ على الوحدة الوطنية هو الهدف الأسمى لكل المواطنين.
النظر إلى المواطنة الحقة عبر عدسات الحس الوطني النبيل, وحب الوطن والولاء للقيادة الوطنية الحكيمة والالتزام بقوانين البلاد والحفاظ على المرافق العامة.
وضع الوطن في الضمير والوجدان, فالوطن يجمع كل أبنائه ولا يفرق بينهم.
“أحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين” (القصص 77).
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق