عندما شرّع المشرع الكويتي سرية اجتماعات اللجان في المذكرة الداخلية كما في المادة «54» فقد فعل ذلك لسبب، وهو حماية العمل البرلماني من عبث المراهقين السياسيين ونذالة النواب المنتقمين.
المجالس المحترمة السابقة التزمت بقواعد العمل البرلماني واللوائح والمواد الدستورية، ومن ثم فقد حلت وألغت لجنة التحقيق في الفحم المكلسن عندما قام أحد اعضائها باختراق جدار السرية وتحدث عما يدور في اللجنة!. هنا تم تحذيره وتحذير لجنته.
فلما كرر عدم احترام سرية الاجتماعات تم الغاء لجنة المكلسن بما فيها.
مجلسنا الحالي مختلف في اخلاقه وفي احترامه للقواعد والاصول واللوائح، فلم يكتف نواب فيه بالدوس على سرية اجتماعات اللجان باقدامهم، بل تعدوها الى تسريب الوثائق للصحافة والاعلام املا في تحقيق مبتغاهم من الاساءة المتعمدة لخصومهم.
بل لقد زاد البعض على تسريب الوثائق بتضليل من تُسرب له تلك الوثائق كما حدث في قضية تحويل 10000 دولار للمدعو طلال سلامة عام 2007!!.
التسريب، الذي يوجب الغاء اللجنة وهدمها، رافقه تلفيق وايحاء بان من استلم ذلك المبلغ الزهيد هو الفنان طلال سلامة!.
بل ان الكاتب زايد الزيد سطر يوم امس في مجلته الالكترونية (الآن) معلقة يؤكد فيها ان طلال سلامة المذكور بالتحويل هو نفسه طلال سلامة الفنان!!.
ونزاهة معلومات زايد الزيد في نظرنا لا تختلف عن نزاهته بالتمثيل الدرامي والادعاء بان الاعتداء الجسدي الذي تعرض له كان بسبب كتاباته وآرائه السياسية!.
ثم تأتي الايام لتثبت ان الاعتداء عليه أبداً لم يكن لاسباب اخلاقية ولا لعلاقات خاصة… مشبوهة.
ولعل ما يثير الغضب والاشمئزاز ان يتصور نائب (….) او كاتب (….) ان الكويتيين من السذاجة والبلاهة كي يصدقوا ان حكومتهم تدفع لفنان – اياً كانت مكانته – من بند «الحسابات الخاصة» والسرية بطبيعتها. خاصة وان المبلغ هو عشرة آلاف دولار فقط لا غير!!
الكويت دفعت الكثير للفنانين العرب في تاريخها. فقد دفعت للأطرش وعبدالوهاب وعبدالحليم، ولكنها لم تدفع من «الحسابات الخاصة».. حتى لأم كلثوم.
هذا او ان هذا النائب والكاتب لا يروجان لهذه السخافة ايماناً بها وانما، تنفيذاً لأمر خارجي. وقد يكون اي منهما نتاج تلاقح مريض بين الشخصيتين.
المهم ان الحقيقة هي ان طلال سلامة – وهو اسم شائع اكثر من اسم زايد الزيد رغم ما يكتنفه من ملاحظات – ليس أكثر من مواطن لبناني بسيط تربطه علاقة مع السيد تمام صائب سلام رئيس جمعية المقاصد الخيرية السنية، اضافة الى انه نائب لبناني وابن لرئيس وزراء اسبق.
ولقد كان تمام ووالده صائب سلام من اصدقاء الكويت الاوفياء عندما عز الاصدقاء.
طلال سلامة كان بحاجة لمعونة لعلاج ابنته الصغيرة، وتمام صائب سلام طلب من الحكومة الكويتية مساعدة طلال سلامة، ولأجل تاريخ تمام ووالده مع الكويت فقد تمت الموافقة حالا يومها، ولكن لتعفف تمام سلام من استلام المبلغ بيده فقد تم تحويله لطلال سلامة اللبناني حسب طلب تمام سلام!
واليوم يحاول نواب التحويلات بمساعدة كتاب الدجل ان يرسموا صورة دموية داكنة عن الهدر الحكومي والعبث بمقدرات الدولة لصالح فنان اسمه طلال سلامة!!!.
علما بان طلال سلامة الفنان – وكما تفيد مصادرنا – ينتمي لأسرة ثرية، ومصاريفه اليومية اكثر من عشرة آلاف دولار. اللهم زد وبارك.
ولكننا نسأل: اذا كان هناك استعداد عند نواب التحويلات لفضح حسابات طلال سلامة ونشر التحويل باسمه في الصحف الورقية والالكترونية، فلماذا يعلن البراك رئيس الايداعات عن حصول نائب سابق على تسعة ملايين دينار ولا يذكر اسمه؟!!!
هل هي نزاهة مسلم في التعامل مع سرية التحقيق؟!! ام هي قضية اخرى من قصص مسلم التي لا يتمكن من اثباتها كقصة اليوكن؟! ولماذا التعامل بمعيارين مختلفين بين لجنتين متواطئتين لإثبات خطأ لم يحدث وجريمة لم ترتكب في حق المال العام؟! والى متى نظل في الكويت اسرى لتصريحات جوفاء تدلي بها حنجرة هنا او لحية هناك، ثم لا نرى بعد الجعجعة اي طحين؟!!
السؤال الأهم: هل سيعتذر زايد الزيد ومن سرب له تلك المعلومات المدلسة لجمهور المواطنين؟!
نحن نظن ان زايد الزيد ربما اعتذر إذا رأى الطبطبائي ومنافسه هايف يعتذران عن إساءتهما للعلم الكويتي ونشيدها الوطني.
انهم ليسوا أكثر من مثلث صغير في دائرة أكبر مستمرة الدوران لتدمير كل وأي شيء جميل في هذا الوطن.
– ألا تذكركم قصة طلال سلامة وما حاطها من تدليس واستغباء لعقول المواطنين، بقصة صور المرأة اليمنية والطفل الايراني في ديوان الحربش على انهما من ضحايا سورية؟!!
يبدو ان من يخطط لهذه القصص المهترئة هو نفس الشخص الذي يمتاز بنظرة دونية لعقول الكويتيين.
لعنة الله عليه.
أعزاءنا
لعلم زايد الزيد ومن سرب له معلومته الخرطي فجعله يؤكد ان طلال سلامة هو الفنان طلال سلامة «ما غيره» نقول:
ان هناك في الكويت العديد ممن يحملون اسم طلال سلامة، ونحن نعرف على الاقل اسمين، وهما ناخبان كويتيان مقيدان في الدائرة الخامسة.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق