سامي النصف: مواجهة بين التيارين إلاسلامي والوطني

نشارك أنا والأخ مبارك الدويلة في سلسلة حلقات برنامج «مواجهة» على قناة الوطن والذي يقدمه الشاب النشط عبدالوهاب العيسى، وقد تطرقت الحلقة التي ستبث اعادتها الساعة العاشرة هذا المساء لقضية هامة هي العلاقة بين التيارين الإسلامي والوطني الكويتيين، وكان الضيفان الآخران الأخوين أحمد العبيد وفهيد الهيم اللذين أثريا النقاش بشكل علمي ومحترم.

***

ومما طرحه الأخ الهيم رفضه لاستفراد تيار سياسي بمسمى «وطني» وكأن الآخرين وتحديدا الإسلاميين غير وطنيين، وهو ما وافقناه عليه، أي ان الإسلاميين هم ضمن التيار الوطني عدا بالطبع من لا يعترف منهم بالوطنية ويسميها الوثنية والوطن الوثن، مع ضرورة الاعتراف كذلك بأن الوطنيين إسلاميون وليسوا مارقين عن الإسلام، علما بأن أي تسمية لا تعني الاحتكار بل هي للتعريف فقط، فمنضوو الحزب الديموقراطي الأميركي لا يدّعون صفة الاحتكار للديموقراطية، أو أن الآخرين ديكتاتوريون، كما لا يدعي منضوو الحزب الجمهوري انهم فقط من يؤمن بالنظام الجمهوري وأن الآخرين بالتبعية هم من دعاة الملكية أو.. الجماهيرية!

***

ان الإيمان بالديموقراطية يعني في صلبه الإيمان بـ«التعددية» وعليه لا يجوز للتيار الوطني أو الليبرالي في الكويت أو الوطن العربي وصم التيار الإسلامي بكل الموبقات من تطرف ورجعية وتخلف كونها تسيء للعلاقة بينهم ولا تؤسس للعبة ديموقراطية حقيقية يتم من خلالها تبادل السلطة بطريقة ودية وسلمية، وفي المقابل لا يجوز للتيار الإسلامي ان يرفض التيار الليبرالي أو الوطني ويكفّره ويتهمه كذلك بكل الموبقات من انحلال أخلاقي وعمالة للغرب.. الخ، والأمر لا يحتاج إلا للقاء العقلاء والحكماء من الطرفين والوصول إلى قواسم مشتركة (وما أكثرها) تجعل اللعبة السياسية بينهم تخلو من التخوين وتبادل الاتهامات.

***

وسيكتشف الطرفان الإسلامي والليبرالي في الكويت ووطننا العربي فوائد التعاون بدلا من العداء، فالليبرالية ستؤمن للإسلاميين السلام الاجتماعي بين الشرائح والأديان والمذاهب المختلفة، ومعها سلامة أراضي الأوطان التي سيحكمها الإسلاميون عبر صناديق الاقتراع القادمة على الأقل وتجربة سودان واحدة تكفي، وسيضمن الليبراليون للإسلاميين علاقة غير متوترة مع دول العالم الأخرى وخاصة المتقدمة منها التي يسودها الطابع الليبرالي، وايران واحدة تكفي، في المقابل سيضمن الإسلاميون المعتدلون لليبراليين فريقا سياسيا معقولا يتنافسون معه يمثل التوجه الديني أو المحافظ في بلدانهم وهو خيار لا بد منه حيث لا يجوز في الممارسة الديموقراطية الصحيحة ان يتبادل الليبراليون السلطة مع الليبراليين أو يتبادل الإسلاميون السلطة مع الإسلاميين فتلك ليست ديموقراطية.. بل ديكتاتورية مقنعة!

***

آخر محطة:

(1) في عالم افتراضي مثالي أتوقع ان يقوم مفكرو أو منظرو التوجهات الإسلامية بمساعدة أصحاب التوجهات الليبرالية على النهوض والفوز المتبادل معهم، فاللعبة السياسية الجميلة حالها حال اللعبة الرياضية الجميلة لا تكتمل إلا بقوة المنافسة وجمال لعب الفريقين لا فريق واحد، ميزة أخرى لتبادل السلطة هي ألا يتحمل الإسلاميون وحدهم الإخفاقات والإحباطات التي ستعاني منها في المرحلة القادمة كثير من الشعوب العربية.

(2) من الأسباب الرئيسية لقوة التوجهات الإسلامية التي يمكن للتوجهات الليبرالية التعلم منها قدرتهم على ربط التوجهات السياسية الإسلامية بالأنشطة الاقتصادية وهو أمر مقتبس من أنشطة الأحزاب السياسية الكبرى في الغرب وهو ربط يفتقده الليبراليون في الكويت وخارجها، ميزة أخرى للتوجهات الإسلامية وهي قدرتها على العمل في كل المناطق الانتخابية وعقد تحالفات ضمن التوجهات والشرائح الاجتماعية المختلفة والتنسيق مع نظيراتها في الدول الخليجية والعربية الأخرى بعكس التوجهات الليبرالية والوطنية التي تعمل بشكل منفصل وأحادي في الداخل والخارج فلا يعلم ليبرالي الدائرة الأولى ما يعمله زميله في الثانية، أو الليبرالي الكويتي ما يعمله ليبراليو مصر أو تونس أو الأردن أو السعودية.. الخ!

samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.