عبداللطيف الدعيج: يِحِق لهم

عندما استنكر الشيخ ابراهيم الدعيج محافظ الفروانية تجاهل المواطن – آنذاك – محمد هايف الوقوف للنشيد الوطني كتبت وقتها (في 2004/3/25) ان هذا من حقه وانه يجب احترام هذا الحق طالما انه ممارسة أو تعبير عن عقيدة الفرد. بالنسبة لي، ولا ادعي انني على حق، ان حرية المواطن ومعتقداته تتقدم على المجموع. وانه في حالة السلام الوطني فان «التعظيم» يختلف عن «التحقير». التحقير يجب ان يستنكر وان يعاقب عليه، لكن التعظيم مثل الوقوف أو اداء التحية أو الانتصاب بلا حركة أو حديث، تعبير عن التقدير والاحترام. والتقدير والاحترام يجب الا يكونا بالعنف والتوجيه، على الأقل ليس في المجتمع الديموقراطي.

لكن مع هذا، اعتقد ان النائب محمد هايف «زودها شوي»، فاذا كان من حقه الديموقراطي والدستوري عدم تعظيم السلام الوطني فان احدا لم يضغط عليه أو يفاجئه ويضعه في مقدمة الصفوف، لم يجبره احد على ان «يتربز» مبكرا في الصف الامامي. كان في امكانه، وهو العالم بان الحفل سيبدأ بالسلام الوطني، ان يبقى بعيدا أو ان يصل متأخرا بعد عزف السلام، احتراما وتقديرا لمن لديه حس وطني واحترام لرموز الوطن. لكن يبدو ان السيد النائب معني بـ «تحقير» السلام الوطني وليس بممارسة عقيدته.

طبعا السيد هايف الذي يستنكف عن تعظيم علمنا وسلامنا يفرض علينا في الوقت نفسه ان نبجل معتقداته، بل هو يصر مثل بقية المتطرفين على اعدام من قد يزل أو يسهو ويسيء عن حسن نية كما حدث للمرحوم احمد البغدادي لأحد معتقدات أو «تابوات» النائب محمد هايف ومن يعتقد بمعتقداته.

كثيرون اعترضوا على ما اعتبروه اهانة من النائب وليد الطبطبائي صنو النائب هايف للعلم الكويتي، حيث اعتبره خرقة. والواقع ان هذا تحقير وازدراء، لكن مع الاسف لا يعاقب عليه القانون لانه يبقى «تعبيرا» حرا عن الرأي. لكن ربما ما اصر حتى «الوطنيون» على تجاهله هو ما نقلته الزميلة «السياسة» عن النائب الطبطبائي والذي لم ينفه حتى الآن. وفقا لـ «السياسة» فان النائب الطبطبائي قال «اننا لن نسمح بتحصين الذات الاميرية بينما تبقى الذات الالهية دون حصانة».

في رأيي فان هذا يشكل غلوا من «السلف» في تعظيم معتقداتهم على حساب الهوية الوطنية والانتماء الوطني. لكن من يلوم السيدين محمد هايف أو وليد الطبطبائي ان كانت حكومتنا ودولتنا تربي المواطن في مدارسها ومؤسساتها على التقاليد والثقافة والموروث الديني والقبلي.. يوميا عندنا مسابقات دينية وجوائز… هل سمعتم يوما عن مسابقة لحفظ السلام الوطني بين الاطفال، أو لحفظ الدستور بين الشباب أو حتى كتابة موضوع انشاء حوله في مدارس حكومة دولة الكويت؟!

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.