أيها القارئ العزيز
أعد له قبل وعدي لذاتي ان اظل باحثة بل ودائمة البحث دوما – ما حييت – عن اي ضوء يلمع وسط ظلمة حالكة وسوف استقبل ذاك الضوء – مهما ضعف – برضى وفرحة حتى لو كان مجرد شعاع هارب.
حلوة أيامنا هذه ونحن نشهد عبر نوافذنا المطلة على عالمنا الصغير – الكويت – نعد ونعدد المفرحات يتقدمها – طبعا – هذا الاقبال الرائع على صناديق الاقتراع – رغم ضيق الوقت – ومن دون الالتفات للتذمر الذي ينشره البعض وفق حجة واهية بان الاقتراع سيكون في يوم رمضاني بل ويصورون الصيام والقيام في هذا الشهر الجليل وكأنه صعود على جبال هملايا او عبور على سور الصين العظيم او قطع الصحراء الربع الخالي على الاقدام العارية.
مؤنسة صحفنا هذه الايام: لقد تحولت الى البومات للصور او طوابع في دفتر مهووس بجمعها مزدانة بعدد هائل – غير متوقع، من الوجوه الشابة الواعدة إما من قديم يجدد العهد او جديد ينشد الحداثة لحياته وحياة وطنه مما يوحي بثورة للحداثة وجدة وجديدة للرؤية.
لذلك يستجيب الاعلام المرئي والمسموع والمقروء لدعوة الكاتبة دلع المفتي للعناق متبوعا لصالحنا – نحن المصوتين – بسباق لتقديم المرشحين عبر ما يشبه الاشعاع الذي لا يُبقي ولا يذر من دواخل البشر من فكر او رأي او تجربة او خبرة او نظرة مستقبلية كل ذلك لكل مرشح او مرشحة ينهي اللقاء بفرش بساطه السندسي الاخضر لنا لنسير عليه باتجاه الصناديق في اليوم السابع والعشرين من هذا الشهر لنعطيه او نعطيها صوتنا الغالي – عيدية قبل العيد -.
اما العيدية الحقيقية فهي ما اهدانا اياها الدكتور نايف الحجرف وزير التربية عبر ربع ¼ الانتفاضة التي يستحقها التعليم بعد ان ازاح ربع الحجر عن كهف النعيم الذي كانت تستريح فيه النساء والرجال من المسؤولين التربويين مقابل اجور تتضاعف تحت مسميات بالونية وملونة.
انه عش الدبابير يا دكتور والقسم الآخر بانتظارك في هيئة التعليم التطبيقي حيث يعيش (وافد) يعشش يلعب ويعبث والحرية مخزية يعرفها الكبير والصغير ولا يستطيع احد الاقتراب منه لكونه مسنودا واظن انك شخصيا لا تستطيع الوصول اليه الا اذا دفعت منصبك ثمنا لذلك.
ألم تسأل نفسك عن سبب تدني المستوى العلمي لمخرجات مؤسساتنا التربوية ولماذا يتكدسون في اروقة الحكومة هربا من القطاع الخاص الذي كشف واكتشف المحتوى الخاوي من العلم والمعرفة والتأهيل للعمل في صدور ابنائنا.
لكنني احمل بعضا من حزن لابد منه وعلى امرين:
أولهما قلة عدد النساء المتقدمات للترشح واكاد ان اتصور الاسباب التي ربما تنحصر في ضيق الوقت او هشاشة الشجاعة وكم اتمنى الا يكون السبب تراجع للثقة بالنفس ولا الحاجة للدعم المادي ولا الكبرياء او التكبر وفق سياسة ادخل ولكن بشروطي.
اما الثاني: فهو ما اصاب وطنيتنا من مرض عابر شطر مجتمعنا اشطارا مخيفة ما بين القبلية والمذهبية واهل الديرة واهل البادية وما لحق ذلك من سخافات وعولج الجرح وكان الشفاء الذي تصورت ان صحافتنا ستكون اول من يمارس التجاهل لذاك المرض فوجدتني أخيرا اقرأ الاشارة الى القبيلة في المانشيت على سبيل: القبيلة تنتخب/ القبيلة تجتمع لتقرر/ القبائل تقاطع/ تشاوريات القبائل/ إقبال قبلي على الترشح.
متى يا ترى تعود صحفنا الى رشدها فتترك هذه المسميات المغرقة وتتذكر الوطن فقط الوطن فكلنا اخوة لنا أسماء ولنا عزوة ولا نحتاج لرفع اعلام سوى علم الكويت.
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق