جاء رمضان مختالا، كعادته كل عام، وأتت معه الفرصة لبعض ربات البيوت المتكاسلات، لترك الجلوس على الكافيهات، والتفرفر في المولات، وزيارة الصديقات، واللهاث خلف تجهيز الفساتين والدراعات، والالتفات قليلا لمنازلهن التي أهملنها زمنا، فربما اكتشفن، وشاهدن ما سيثير في أنفسهن الدهشة.أنصح هؤلاء النسوة بأن يقمن بأنفسهن بترتيب وتنظيف المطابخ ومخازنها بمساعدة الخادمات، وأن لا يكتفين بشراء اللوازم، واهمال كل ما عداه من شؤون البيت.مخازن ومطابخ كثير من منازلنا، ان لم يكن كلها، تمثل ثروة كبيرة، شبه منسية، دفعنا أثمانها من رواتبنا، ثم تركناها نسيا منسيا، لكي تستفيد منها الخادمات ذوات الأيدي الطويلة، البارعات في اقتناص الفرص، وكم كانت مفاجأة لكثير من ربات البيوت اكتشافهن اختفاء أوان، وأطقم ثمينة، وجميلة، بعضها جيء به من الخارج أثناء السفر، سرقتها خادمات سافرن لبلاهن بلا عودة، فندمن يوم لا ينفع الندم، وكلنا سمعنا عن علب أفرغت مما فيها، وتركت هياكل خالية لخداع ربة البيت بأن ممتلكاتها موجودة، وكل شيء في السليم.من ناحية أخرى، هناك الأطقم الناقصة بسبب حوادث الكسر، والأدوات المشروخة أو المثلومة أو المشوّهة، بسبب سوء الاستعمال، وهي أدوات يمكن التخلص منها، أو التبرع بها للمحتاجين، وافساح المجال والمساحة لأخرى جديدة.هناك ناحية ثالثة مهمة هي الأخرى، حيث ستتعرف ربات المنازل على مدى قيام خادماتهن بالتنظيف بشكل صحيح، لأننا نخدع أحيانا بما يبدو فوق السطح، ولو تعمقنا قليلا، ونظرنا بأنفسنا للداخل، ربما اكتشفنا من الأمور ما لا نصدقه، فهناك زوايا وأركان لا تهتم كل خادمة بتنظيفها، على اعتبار أنها بعيدة عن الأعين، ولا يهتم أحد بالتركيز عليها وتفحّصها.من المهم كذلك التوقف عن الشراء بالشكل المحموم الذي تعودنا عليه للأطعمة والمواد الغذائية، استعدادا لرمضان، وكأن حربا عالمية على الأبواب، فبقرب منازلنا، في كل المناطق، جمعيات تعاونية مفتوحة ليلا ونهارا، ونستطيع شراء ما ينقصنا في أي وقت، اذا احتجنا لذلك، وبالتالي لا حاجة لتبذير النقود، و(تكويد) المؤونة التي لن نستخدمها حتى العام القادم، وستجد طريقها لبراميل القمامة في النهاية، ولو فحصنا مخازننا وثلاجاتنا سنجد أطعمة جافة أو معلبة أو مجمدة من العام الفائت نتيجة لحالة الاسراف التي نعانيها.قارئاتي العزيزات، التجوّل في المطبخ، والمرور على البهارات والأواني والأدوات، والتأكد من نظافة سلال البصل والثوم والبطاطس، واخراج ما احتوت عليه بطون الثلاجات، والتعرف على ما قد تم نسيانه فيها قد يكون متعة، فاصرفوا يوما واحدا من أيامكن لهذا الغرض، وادعين لي ان اكتشفتن ما لم تتصورّن، ومبارك عليكن الشهر.
٭٭٭
نبارك بالشهر الفضيل لمقام حضرة صاحب السمو الأمير، ولولي العهد، حفظهما الله، وأسبغ عليهما الصحة والعافية، كما نبارك لأهل الكويت جميعا، والأمتين العربية والاسلامية، وكل عام والجميع بخير.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق