رمضان على الأبواب، ووعد الحر دين عليه يا عبدالفتاح العلي، يا من أعدت لنا الأمل بوجود قيادات مخلصة قادرة على فرض هيبة القانون واحترامه على الكبير والصغير، على المواطن والوافد، على العربي والآسيوي والغربي.
لقد وعد اللواء عبدالفتاح العلي في لقائه التلفزيوني الشهير مع الزميل الإعلامي والمحامي خالد العبدالجليل بضبط المرور عموماً في الشوارع وأيضاً بالسيطرة على زحام رمضان واننا لن نرى ما كنا نراه في السنوات الأخيرة من شلل كامل يضرب كل الطرقات في جميع الاتجاهات في البلاد.
لكن المؤشرات حتى الآن لا تبشر بالخير، فالشوارع بدأ الاكتظاظ يعود لها سريعاً، وما شهدناه في بداياتك من «الروع» الذي أصاب قادة السيارات ممن استمرأوا تجاوز القانون وعدم احترامه بدأ يزول، ويكفي أن تنظر الى أي جسر مزدحم لترى تكالب السيارات من وسط الشارع مقتحمين حقوق من احترموا أنفسهم واحترموا قواعد وقوانين المرور وأخذوا الحارة اليمنى منتظرين دورهم.
أولئك الوقحون الذين يأتون من كل الزوايا والاتجاهات ويفرضون أنفسهم فرضاً على مئات أو آلاف السيارات التي تنتظر دورها باحترام يجب أن يصفعوا بالقانون على «قفاهم»، ويحرموا من حق قيادة السيارات، فمن يتعدى على حقوق غيره من أسفل البشر وأسوئهم أخلاقاً، ولا يستحق مثلما قلنا غير الصفع على قفاه.. بالقانون.
هيبة القانون وهيبة المرور لا تأتي فقط من نقاط تفتيش تفرضونها على بعض الطرقات «المحفوظة» في المناطق السكنية، لكن هيبة القانون تكون بانتشار الدوريات في كل الشوارع وفي أوقات الذروة ووجود رجال المرور الدائم وبعدم تفويت الأخطاء والتجاوزات من قادة السيارات، عندها سترون أمثال هؤلاء الوقحين وأولئك المستهترين وقد انتظموا واحترموا أنفسهم واحترموا حقوق الغير، فهم لا يفهمون إلا لغة القوة.
في الفترة الأولى من تولي اللواء عبدالفتاح العلي الإدارة العامة للمرور اكتشفنا كم يملأ الطرقات قادة سيارات لا يحملون رخص قيادة، لكنهم بعدما استشعروا بعض التراخي من المرور عادوا يملؤون الشوارع ويستهترون في القيادة معتمدين على أن بعض المعارف سوف يخلصونهم من أي موقف يواجهونه.
كذلك البعض حاول الضغط على الدولة ووزارة الداخلية لتخفيف القبضة المرورية الصارمة عبر تصويره عمليات الترحيل التي تمت لقادة سيارات مستهترين وكأنها تجاوز كويتي على حقوق الإنسان، وان مثل هذه الإجراءات يمكن أن تضعنا في مأزق أمام دول العالم المتحضر. بينما الواقع أن من يتم ترحيله إنما هو شخص خارج على القانون سجله الشخصي مملوء بالمخالفات الجسيمة التي تعرض أرواح الأبرياء الى الخطر، يُضبط مراراً بالجرم المشهود الذي يرقى الى أن يتم تصنيفه كشروع في القتل، ولكنه لا يغير من سلوكه الخطر على أرواح وسلامة الناس مستنداً الى أمرين، الأول أنه يمتلك واسطة ثقيلة تعينه في أي موقف، والثاني انه واثق من ضعف الإجراءات الحكومية وعدم قدرتها على الاستمرار في الطريق الصحيح.
مثل هذا الشخص يجب أن يعاقب بصرامة لأنه يهدد حياة الناس بالخطر، وسيقتل في يوم ما أو يتسبب في قتل بريء بسبب تهوره على الطرقات.
واعلموا أن نفس هؤلاء المستهترين لدينا، إذا قضوا إجازاتهم في دبي يقودون السيارات المستأجرة هناك، لكنهم يحترمون أنفسهم ويلتزمون القانون بحذافيره لأنهم يعلمون أن القانون سيصفع «قفاهم» دون رحمة أو نقاش أو واسطة.
الأخ العزيز عبدالفتاح العلي.. إياك أن تتراجع أو تضعف، ونذكرك من جديد أن وعد الحر دين عليه، وأنت حرٌّ يا عبدالفتاح.. وسوف تفي بوعدك إن شاء الله.
٭٭٭
حلوة يا سمو الرئيس.. ولكنها لا تكفي
نبارك للطلبة من خريجي الثانوية ونتمنى لهم التوفيق، ونشكر سمو رئيس مجلس الوزراء على مبادرته اللطيفة التي ذكرتنا بمبادرة الشيخ محمد بن راشد بأن يبشر بنفسه الطلبة المتفوقين ويهنئهم، وهو امر حسن، لكنه ليس كل ما نحتاجه يا سمو رئيس الوزراء.
هؤلاء الطلبة يحتاجون الى الانتهاء من جامعة الشدادية التي كنت اقرأ عنها واسمع بها وأنا في المرحلة الثانوية، والآن كبرت وشيبت وصلعت.. وجامعتكم مثل بيض الصعو.. نسمع فيها ولا نشوفها.
هؤلاء الطلبة يحتاجون الى ذهنية متفتحة تحسن التعامل معهم وجامعات خاصة برعاية واشراف من الحكومة وتوسع في خطط الابتعاث بدلا من مارشات «للخلف در» التي تخصصت بها الحكومة بتواطؤ أو توجيه من مجلس الامة.
هؤلاء الطلبة يحتاجون مستقبلا آمنا واستثمارات ناجحة واستقرارا سياسيا في بلادهم.
يا سمو الرئيس.. هؤلاء الطلبة يحتاجون الى حكومة الكترونية حقيقية ووظائف وفرص عمل ملائمة ومشاريع وانجازات وبيئة خصبة للانجاز والابداع بينما الواقع معاكس لذلك تماما، فالبيئة الكويتية خانقة للتميز قاتلة للابداع دافنة للمواهب.
الآن.. لا حجج امامكم يا سمو الرئيس، فالتأزيم راح.. والمجلس القادم أنتم قادرون على التعامل معه بسلام.. فإن فشلتم في التعامل معه فأنتم كحكومة سبب الفشل وليس البرلمان.
نكرر يا سمو الرئيس.. المسألة اكبر بكثير من مجرد «بشارة»، المسألة مسألة بناء للمستقبل.. مستقبل نراه مظلماً.. فاضيئوه!!
عايشة سليمان بوغيث
مؤلم جداً تجاهل اسم المتفوقة الكويتية عائشة سليمان بوغيث، أتمنى أن يكون خطأ غير مقصود، مثلما أتمنى على الوزير أن يصحح الخطأ، وقد فعل مساء أمس عندما اتصل في وقت لاحق وهنأ المتفوقة.
ويجب على الوزير ألا يحاول هو ولا وزارته تحميل طالبة متفوقة محترمة جادة مسؤولية أحداث مضت وولت. ويكفي هذه الأسرة ما واجهته بغياب معيلها ووالدها الذي يحاكم في الولايات المتحدة.
فلا تزيدوا الطين بلة، ولا تزرعوا الضغائن والأحقاد في النفوس، واتقوا الله حق تقاته.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
@waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق