حالة نادرة يشهدها البلد في عقد الانتخابات في شهر رمضان المبارك، ولا ضير في العمل في الشهر الفضيل، فالانتخابات كسائر الاعمال التي يؤديها الناس في حياتهم اليومية، لا تتوقف في رمضان ولا في غيره، الا ان طبيعة العمل الانتخابي مدعاة للغو والمشاحنات.
اعتاد بعض الناس في الانتخابات اثارة العداء واطلاق الاشاعات والتسرع في قذف الاطراف المتنافسة، وعدم التثبت من الدعايات الانتخابية التي يتبادلها الخصوم، وهذه كلها ليست من الاخلاق في شيء، ولا من روح التنافس الشريف المفترض بين ابناء الوطن الواحد، واذا كانت هذة التصرفات السيئة محرمة ومنبوذة في الايام العادية فكيف بها في الشهر الفضيل، حيث يفترض كف الاذى وحسن القول من المسلم الصائم القائم؟!
لن يقتصر الامر على الدواوين والصحف. فهذه الوسائل اصبحت لا تضاهي سلاح الاعلام الجديد (تويتر) فبفضل هذا البرنامج المتطور اصبح الناس يتناقلون الاحداث 24 ساعة، وفي كل حال، ومن اي موقع، ويتبادلون الاخبار بسرعة فائقة، كما اصبح بوسع الجميع ابداء الرأي في اي قضية تعرض امامهم، والخوض في مسائل المجتمع صغيرها وكبيرها، لكن للاسف فان البعض حوّل هذا البرنامج العالمي المخصص للتواصل الى برنامج للقذف والبهتان والكذب.
رمضان شهر للطاعة والعبادة وصلة الرحم، ولئن ابتلينا بأن اقيمت الانتخابات في ايامه فلنحرص على الا نفسد صيامنا واعمالنا بالانغماس في الحملات الانتخابية، بما تحمله من اشاعات وافتراءات وتطاول على ذمم الناس والاساءة الى اهل البيت الواحد، ولئن كانت هذه الامور منكرة بين ابناء البلد في ايام السنة فانها في رمضان المبارك اشد انكارا وسوءاً.
أيها الناخبون، ويا اصحاب الدواوين ومعشر المغردين، ويا اهل الاعلام والصحافة: شاركوا في الانتخابات او لا تشاركون فهذا قراركم، لكن لا تمتنعون عن الاكل والشرب في نهار رمضان ثم تفطرون على اعراض الناس وذممهم، فكل المسلم على المسلم حرام.. واما من يشترِ ويبِع الاصوات ويُرشِ ويرتشِ فلا بارك الله في سعيه دنيا وآخرة.. والله الموفِّق.
***
• إضاءة تاريخية.. في الاربعينات من القرن الماضي الحاج عثمان راشد الحميدي – رحمه الله – من سكان الحي القبلي، له بيوت أوقفها لله تعالى، ويستخدمها فقراء الحي في حفلات الزفاف والعروس، اهل الكويت تكافل وعطاء، لا حدود لهما.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق