طارق ادريس: حوار “الكواليس”

يبدو ان هناك في العمل السياسي فصلا دراميا هو من صلب النصوص الحوارية في السيناريو السياسي, وبالتأكيد هذا الفصل يتم خلف “الكواليس” ثم يعلن بعد ان يتفق الجانبان على الادوار والحوارات , وهنا يكون الحوار على “الخشبة” علنيا, مثل هذا الحوار الذي “يطبخ” ويعد ويخرج خلف “الكواليس” بالتأكيد هو من المضاف على نص الحوار الاصلي من دون اشعار الجمهور ان كان من صلب النص او من خارجه , لذلك نجد ان الاغلبية النيابية لديها نصوص “مطبوخة” خلف “الكواليس” موزعة الادوار ! وعندما تلتقي بكل الاطراف تعلن مشاركتها وموافقتها على النصوص والسيناريو لكنها خلف “الكواليس” تقلب كل الموازين لتظهر امام الجمهور فوق “الخشبة” لتتحدث في حوارات خارج النص, وبذلك تكشف نواياها واجندتها السيئة, هذه المراوغة السياسية اسلوب تعتقد الاغلبية بأنه سيكون وسيلتها وغايتها للاطالة بعمر مجلس 2012 الذي تتزعمه في هذه المرحلة الغامضة, ولكن هناك حقائق تتكشف امام جمهور المشاهدين والمتابعين تتجلى امامهم في كل جولة وفصل لتضع كتلة الاغلبية امام الامر الواقع, وبان من يصدق نصوص هذه الحوارت والمشاهد الهزلية العبثية هم “الغوغائية” من الجمهور الذين لا يفهمون لغة حوار “الكواليس” لان كل المشاهد الدرامية ” قد اماتت قلوبهم وضمائرهم!
الواقع نحن امام مشهد سياسي غامض, اذا ما تم خلف “الكواليس” اعتماد اجندة تولية وزراء من كتلة الاغلبية مهمتهم العبث بالنصوص والحوارات لتسديد “فاتورة” الشباك لمن انتج هذه الفصول من المسرحية, لانه بالتأكيد لا يعنيه العبث بالحوارات والنصوص خلف “الكواليس” بعدما ضمن قبض ثمن لعبته “الخبيثة” وسواء كان ذلك العمل يجرمه “قانون الفساد” او يحميه فهو اصبح مؤمنا لمستقبله الاسود بعد ان كتب نص المسرحية وهندس فصولها الخفية!
الغياب السياسي عن الواقع
يغيب عن الساحة السياسية الكويتية الكثير من اهل الرأي والدراية لانهم بالتأكيد لا يريدون تشويه مبادئهم ومواقفهم طالما هناك مواقف اخلت بالثوابت الدستورية علينا, ولكن بالتأكيد هم يحملون السلطات الثلاث هذا التدهور الخطير في مسيرة الديمقراطية الكويتية والعبث العلني بدستور 62 ورجاله الشرفاء, وبالتأكيد هؤلاء الشرفاء لا يريدون المشاركة بحوار من خلف “الكواليس” لان مبادئهم العلنية وكل مواقفهم تمنعهم من المشاركة في جريمة فشل “دستور 1962 ” كما يعتقد البعض وخصوصا كتلة الاغلبية التي تلونت مع مشاريع تعديل “دستور 62 ” وغياب هؤلاء السياسيين عن الواقع المؤلم للساحة هو بمثابة الموقف الصلب والعنوان البارز في الصمت وعدم المزايدة بالمواقف لانهم لم يعتادوا حوار السلطات من خلف “الكواليس”.
* كاتب كويتي
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.