فؤاد الهاشم: .. «زبونم خيلي.. توندا!! باااااه!!»

بثت خدمة «الوطن – نيوز» هذا الخبر يوم امس الذي يقول:
.. «العجمي يسأل عن حالات القبض على جرائم الزنى للرجال والنساء منذ عام 2000 حتى الآن»!! المقصود بـ«العجمي» هو النائب الذي لا اعرف اسمه كاملا، فمن كثرة ما حل البرلمان واعيدت الانتخابات خلال العشرين سنة الماضية – منذ التحرير – لم اعد اعرف أسماء من فاز ومن فشل لانهم صاروا كثرة.. «كغثاء السيل»!! انا لا اعلم – حقيقة – ما هو هدف النائب المحترم من طلب اجابات على سؤال كهذا، مع اعترافي الكامل بحقه في الاستفسار عن أي.. موضوع، لكن أود مناقشته – قليلا – في فحوى ذلك.. وهو كالتالي:
.. سنفترض – جدلا – ان وزارة الداخلية.. أو وزارة العدل اعدت له كشفاً يتضمن أسماء ثلاثة آلاف مواطن كويتي – ومقيم – وأسماء ثلاثة آلاف امرأة مواطنة – ومقيمة – تم القبض عليهم في قضايا زنا، بعضهم – او بعضهن – تم تحويله الى النيابة العامة ومنها الى القضاء وبعضهم – أو بعضهن – حفظت «أفعالهم» لأي سبب كان داخل ادارة التحقيقات او في أي مخفر.. كان! ثم.. تسربت نسخ من هذه الكشوف التي حصل عليها سعادة النائب عبر سكرتاريته الخمسة عشر، او من بعض العاملين في وزارتي الداخلية أو العدل.. «نقول فرضاً ولا نجزم بحدوث شيء كهذا، لأن.. كل الناس حلوين وملائكة»- فانتشرت أسماء النسوة المتهمات بهذه الجريمة البشعة في الديوانيات وعلى «الانترنت» و«الواتس آب» و«الرسائل النصية».. إلى آخره، فما الذي سيحدث؟! سوف تخرج رشاشات «الكلاشينكوف» المخبأة في السراديب و«الكبتات» منذ ايام التحرير، و«يلعلع الرصاص» ونشهد سلسلة من جرائم القتل التي يرتكبها رجال غاضبون طعنوا في شرفهم ضد نساء «خائنات» ربما سلكن مسلك التوبة وندمن على ما فعلن منذ.. أعوام!! سوف يدخل العديد من الرجال الى السجن، ويحصل العديد من الاطفال على لقب.. «يتيم»، وربما بعضهم لا اعمام لديه ولا اخوال، فتتلقفه الشوارع والارصفة و«المولات» وابر المخدرات «وطرب الحشيش»، و«جواخير الفرفشة»، «وشاليهات الانس» وتربيهم الليالي والأيام أو.. الضفة الاخرى في هذه الحياة الدنيا، كأن يتلقفه مخيم لعناصر «القاعدة» يحشو الادمغة بالاجرام والتكفير، فتنتهي بهم الحال داخل سيارة مسرعة – ومفخخة – في اي بلد عربي او اسلامي!! هذا بالنسبة لتسرب كشوف أسماء النساء. لكن.. ماذا لو تسربت كشوف أسماء الرجال «الزناة»؟! ستمتلئ ردهات قصر العدل بالزوجات المكلومات، المصدومات، الباكيات، الشاكيات، الصارخات واللاطمات، وهن يجرجرن اطفالهن معهن.. طلبا لأبغض الحلال فتهدم بيوت، وتتشتت اسر ويستنزف جهد القضاة وتزداد الهموم على وزارة الشؤون وتزدحم المخافر بالمتصارعين، وربما يضيق الحال بزوجة عفيفة – قبل طلاقها – لكن «الأيام والليالي وسوء المنقلب» تجبرها على سلوك طريق غير.. سوي، والعياذ بالله، فيحمل وزرها النائب «العجمي» الذي سأل سؤالا.. كهذا، فهل تتحمل رقبته – وذمته – هذا الثقل؟! على اي حال، اكرر اعترافي بحق النائب في الاستفسار عن اي امر يريد، لكن.. في حال تحققت كل مخاوفي التي اوردتها في السطور السابقة – عقب تسلمه كشفاً بأسماء الرجال والنساء الزناة – فسوف ابعث له برسالة نصية اقول فيها «بردت.. الحين»؟!
٭٭٭
.. مادام الشيء بالشيء يذكر، فقبل حوالي سبع – او ثماني سنوات – وصلتني رسالة حزينة من فتاة قالت ان عمرها ثمانية عشر عاما، وانها «لقيطة»، وإنني.. «السبب في عدم تحقيق حلمها بمعرفة من هو والدها.. ومن هي والدتها»!! لماذا قالت.. ذلك؟! لان وزارة الداخلية – في الكويت – اعلنت «خطة جديدة لإعداد بنك للخلايا الجينية D.N.A لكل الكويتيين تحفظ في سرية مطلقة»!! اعترضت أنا على الفكرة من اساسها، وناشدت الوزير – في ذلك الوقت وكان سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد – وقلت له إن.. «الضمانات معدومة في عدم تسرب معلومات خطرة وحساسة كهذه من داخل جهاز حكومي كويتي، والتي – قد – تفجر مشاكل اجتماعية مخيفة وتربك الانساب و.. و.. الى اخره!! استجاب سمو ولي العهد وزير الداخلية في ذلك الوقت – واوقف المشروع على.. الفور!!.. من هنا، جاءت رسالة الفتاة اللقيطة – وعتبها وألمها مما كتبته وطالبت به – حين تبخر حلمها لكي تطابق حمضها النووي مع من يفترض انهما والدها.. ووالدتها حسب اعتقادها!! أمام النائب «العجمي» فرصة لتغيير سؤاله والاستفسار عن هموم كثيرة «ما تشيلها البعارين» في.. الديرة، منها – مثلا – «كم عدد الجنوس والبويات اللي يروحون شاطئ المسيلة»؟! مادامت اسئلته تنحصر في.. «مواطن العفة»!!
٭٭٭
.. وقف الامام «علي بن أبي طالب» – كرم الله وجهه – على المنبر ذات يوم وقال للجمع: «اسألوني قبل ان تفقدوني»، فوقف اعرابي اشعث ربما يفوق ذكاء ناقته ذكاءه وقال للامام: «كم شعرة في.. لحيتي»؟! اضاع ذلك الاحمق فرصة عظيمة ليسأل بها عن كل ما ينفع الاسلام والمسلمين.. لكنه لم يفعل، وصارت فعلته مثار سخرية وتندر عبر التاريخ الى يوم القيامة!!
٭٭٭
.. جماعة «الاخوان» في مصر تلقوا – خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة – من فرعهم «الاخواني» في الكويت مبلغ «83» مليون دولار كدعم انتخابي لهم!! كانت الاموال تحول تحت مسمى.. «مساعدة فقراء مصر»!!
٭٭٭
..«روسيا»، اشترطت – لترك بشار – النعجة ونظامه» يسقطان، ان تخرج «الدوحة» من الحكاية برمتها، وتتولى «الرياض» مهمة القيادة، مع حق «موسكو» في التعويض عن. خسائرها المالية من دول مجلس التعاون الخليجي!
٭٭٭
.. آخر خبر.. طريف:
.. النائب «عبدالحميد دشتي»، كتب مقالاً على موقعه الالكتروني وصفني فيه بأنني.. «كردي الأصل»!!.. «كردي ومواليد.. جريه السعودية، هاي شلون.. ترهم»؟! انا – ايضا – «نمى الى علمي» ان النائب المحترم تمتد اصوله الى «الفايكنج» وهم من «البحارة الأشداء الذين اعتادوا مهاجمة السفن البريطانية والفرنسية في اواخر القرن الثامن الى القرن الحادي عشر سكنوا في الدول الاسكندنافية وهي «السويد والدانمرك والنرويج وايسلندا»، وقد – علمت ايضا – ان احد أجداده الأوائل كان في طريقه الى ميناء «اللاذقية» السوري، إلا ان عاصفة هوجاء ضربت سفينته وحطمتها، لكنه سبح متمسكاً بـ «باسجيله» الى ان وصل لأرض غريبة، فسار في دروبها حتى أشرف على قرية جميلة لها مثل هواء وجو «بحمدون» اسمها «قناوّه» على اطراف حدود امبراطورية فارس القديمة، وهناك ولد الطفل الصغير «آغا – حميد»!! اذا كانت معلوماتي هذه غير صحيحة، فان معلوماته – ايضا – غير صحيحة، وبالفارسية نقول، «جي داري دس، دي خالومون»، وترجمتها – بالعربية – «ماعندك ما عند.. يدّتي»!! اقول لـ «آغا – حميد» إنني رجل مرح بطبعي دائم الابتسام، لكن.. «لما ازعل» فإن… «زبونم خيلي.. توندا!! باااااه… بااااااه»!
وتعني – بالعامية الكويتية – «ترى لساني وايد.. حار»!!

فؤاد الهاشم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.