ذعار الرشيدي: “حكومة محمد عبده” ومعارضة أحمد الحمود

لنتعرف على أمر حيوي هنا ومنطقي، صوت محمد عمر أجمل وأعذب وارق من صوت محمد عبده، ولكن محمد عبده هو من تسيد الساحة الغنائية الخليجية واستحق ان يكون نجم الساحة الغنائية الخليجية وبلا منازع، وهنا يسمى الأمر بالأمر الواقع، بغض النظر عمن يمتلك الأفضلية، فمن يمتلك الأرض يمتلك الحقيقة ويصبح هو الواقع، محمد عبده تميز بالمنطقية، وحسن الاختيار ومعرفة طرق الانتشار السليمة، وتمكن من فك شيفرة الانتشار عربيا فوصل إلى الجميع، والواقع هنا يقول إنه وعلى الرغم من إمكانيات محمد عمر الفائقة، الا ان محمد عبده هو المسيطر على جميع المستويات.

سياسيا هذا الأمر يعرف بسياسة أرض الواقع، أو بالأصح يعرف بسياسة ما هو كائن وليس سياسة ما يفترض بالأمر ان يكون.

في المشهد السياسي الكويتي المعارضة هي الأجمل والأعذب صوتا، ولكن الحكومة هي الأكثر ذكاء في التعاطي مع المسألة الواقعية والأقرب إلى الأرض دستوريا وقانونيا، خاصة مع أدائها السياسي في المرحلة الأخيرة، والتي أثبتت من خلال تعاطيها انها الأكثر قدرة على الوصول إلى الجمهور ونشر ما تريد لهذا الجمهور الذي اصبح يرى في الانتخابات أمرا واقعا وحيويا بعيدا عن صوت المعارضة المقاطع.

نحن امام واقع، الانتخابات تتم في ظل واقع دستوري شبه محصن، والمعارضة جميلة الصوت وعذبة الأداء تطالبنا بما هو ليس واقعيا، لذا تسيدت الحكومة ووصلت إلى الجمهور، ونجح مشروعها، بينما بقيت المعارضة اسيرة لشعارات لا علاقة لها بأرض الواقع فخسرت الجمهور.

وأعني هنا كل المعارضة والمقاطعين بلا استثناء، كلهم تعاملوا مع الأماني وليس ارض الواقع فخسروا الجمهور، وخسروا جزءا كبيرا من الشارع، حقهم الا يشاركوا في انتخابات الصوت الواحد، انا شخصيا أتفق معهم، فانتخابات الصوت الواحد هي اجتزاء لصوت الامة، واختزال، وانتقاص، ونقص لصوت الامة ولحق الناخب، فكيف يختار الناخب 10% فقط من اصل ممن يمثلونه في البرلمان من كل دائرة؟ ولكن كان على المعارضة التعاطي مع المسألة بشكل أكثر حنكة وبذكاء أكبر، وان يشاركوا في الانتخابات، ليس كسرا للمبدأ، بل اتساقا مع الحكم الدستوري ومن ثم العمل على تغيير الواقع عبر البرلمان، وتغيير قانون الانتخابات من تحت قبة عبدالله السالم، وليس عن طريق الشارع، فمن اصل 35 من كتلة الأغلبية، فالمتوقع وصول 25 منهم على الأقل، فيما لو شاركوا بالانتخابات الحالية، وهو رقم يمكن ان يغير دفة المشهد السياسي بالكامل، أما ان يتركوها لأنصاف الساسة وأشباه الساسة ويكتفون بالتصريحات والندوات والتهديد باللجوء إلى الشارع، فسيبدون أكثر ضعفا، ولن يحصلوا الا على معارضة «بالاسم» فقط.

توضيح الواضح: الشيخ احمد الحمود كان وسيظل رمانة ميزان اي حكومة قادمة لسبب بسيط انه هو الشيخ الوحيد الذي يجمع بين الكفات الاربع لموازين القوى في البلد، المعارضة والحكومة والحكم والشعب، فهو يمتكلها جميعا وبالتساوي وبشكل عادل.

Waha2waha@hotmail.com

@thaar29
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.