السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو: «ماذا لو تم تشكيل حكومة بأغلبية نيابية كما يطالب أعضاء الأغلبية»؟ ما السيناريو المحتمل والمنطقي لقيام حكومة بهذه التشكيلة؟
أولا، هناك سيناريوهان: الأول سياسي بمدى تأثيراته على أرض الواقع العملي لأداء حكومة كهذه، والثاني هو تأثيراته على أطراف أبناء الأسرة المشاركين في الصراع على النفوذ، ولا يمكن أن نعرض سيناريو ونغفل الآخر لأنهما مرتبطان ارتباط ذرتي الهيدروجين والأكسجين في نقطة الماء.
سياسيا، وبحسب ما يجب أن نشاهد، السيناريو الأول وبسيطرة الأغلبية على أغلب الحقائب الوزارية، ستتوقف الاستجوابات المقبلة من جبهة الأغلبية، وسيتم إجهاض أي استجواب قادم من الأقلية، للمحافظة على الزواج الرسمي للحكومة من الأغلبية، وعامة، استجوابات أعضاء الأقلية وحتى دون سيطرة الأغلبية على الحكومة في معظمها استجوابات بالونات اختبار أو بالأصح رصاصات فارغة وليس من بينها أي رصاصة حية واحدة، فما في جعبة الأقلية لا يتيح لهم القيام بأي مناورة سياسية حقيقية بذخيرة حية.
إكمالا لسيطرة الأغلبية على أغلب المقاعد الوزارية سنرى قرارات شعبية، وليس دخول المويزري سوى تجربة أولى وقياس رسمي لما سيفعله وزراء الأغلبية في كل الوزارات التي سيتولون حقائبها.
وبحصول نواب الأغلبية على 9 مقاعد، ستكون الحكومة مشكلة من شيوخ ونواب أغلبية فقط، وأما الحديث عن الكفاءات وغيرها فسيتم نسيانه، فالاستحقاق هنا مبني على القدرة السياسية وليس على الكفاءة، عامة، لن تكون قضية كبرى خاصة أن أغلب الحكومات كانت توزع مقاعدها وفق المحاصصة والترضيات والأكثر ولاء.
أما السيناريو الثاني فستكون تأثيراته خلف الكواليس، وذلك في حال تم قبول توزير 9 نواب من الأغلبية، وتأثيره الأبرز انحسار قوى بعض أبناء الأسرة لصالح أطراف أخرى، وهو ما يعني عمليا انتهاء قوة لاعبين رئيسيين (من الأربعة المتصارعين من أبناء الأسرة) وبشكل نهائي وبقاء لاعبين رئيسيين فقط.
في اعتقادي الشخصي أن الأغلبية وإن طالبوا بـ 9 مقاعد، أو حتى 6 مقاعد، فمطالبتهم يعتقدون أنها لن تقبل أصلا، والدليل أنه لم يتم تحديد من سيتولى أي وزارة في حال القبول بهذا الطلب «المتطرف».
توضيح الواضح: أبرز الخاسرين سياسيا ونفوذا في حال توزير 9 نواب من الأغلبية هم التجار، وهم لاعب لا يستهان به أبدا في أي مشهد سياسي في أي بلد في العالم، ولن يتركوا، خاصة القريبين من دائرة السياسة، الأمر يمر مرور الكرام، أما أبرز الرابحين في صفقة التوزير تلك إن تمت فهم الإسلاميون بالدرجة الأولى.
Waha2waha@hotmail.com
thaar299@
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق