يعقوب الصانع: المنيس ـ العبيد.. سيرة لأجيال وطنية

بناء على معرفتي بأحمد المنيس وأحمد العبيد وسيرتهما أرى انهما فارسا إصلاح وطني من الطراز الاول في هذا المناخ المتذبذب.

قبل حكم «الدستورية» بأسابيع، اتصل بي د. احمد المنيس، شارحا لي فكرة «المنتدى الثقافي لسامي المنيس»، وهي احياء لروح المرحوم العم سامي المنيس، رحمه الله، الذي ساهم طوال حياته في العمل الوطني، وله فضل عليّ شخصيا عندما كنت في اتحاد الطلبة، كما اكد د. احمد ان المنتدى لن يكون تيارا سياسيا او حزبا، بل هو ملتقى ثقافي وفكري، ومن هنا ندعم هذا المنتدى ليحقق التوازن بعد اتجاه الجميع نحو السياسة بشكل مفرط للغاية.

اما عن سبب كتابتي هذا المقال في البداية ليس له علاقة بالتيار الوطني، او ما حدث بعد اعلان المنيس والعبيد تبنيهما الصوت الواحد وفقا لقناعتهما، لكن لأنني عاصرتهما فترة زمنية شبه طويلة.

عندما كنت في كلية العلوم قبل ان اغير تخصصي، كان د. احمد المنيس عميدا للشؤون الطلابية، وحدثت اضطرابات داخل صفوف الحركة الوطنية الطلابية، مما نتج عنه احتكاكات، واذكر جيدا ان د. احمد كان يملك الانحياز لمن هو اقرب اليه، لكنه كان يمارس وظيفته بحيادية دون اعتبار لانتمائه السياسي.

أما عن ديوان العم سامي، فيعلم الجميع أن الراحل كان يتمتع بالبساطة والتسامح والروح الكويتية الأصيلة وصلابة المواقف الوطنية، فبعد وفاته استمر الديوان في استقبال كل الوطنيين، وظل د. احمد يتواصل بصفة شخصية مع الكل ومن يفتقده يتصل به.

اما عن سيرتي مع احمد العبيد فلن اوفيه حقه، فعندما كنت مستجدا في كلية علمية علمنا العبيد اصول الصحافة وفنون الخطابة والثقة بالنفس في المهرجانات الخطابية، كان الوحيد العبيد الذي ساهم خلال 25 عاما في تأسيس الشخصية النقابية، وابراز الصفات القيادية لدينا على حساب اسرته وحياته الخاصة، ومن الامور الجميلة انه يتمتع بشرف الخصومة.

الان ماذا نريد من احمد المنيس واحمد العبيد في ظل انتخابات تأتي في وضع متقلب، وبعد ابطال مجلسين وتحصين الصوت الواحد وظروف داخلية وسياسية تحتاج العمل لاستقرار البلد؟ ومن هنا تابعت مواقف العبيد والمنيس المعلنة، فكان هذا ما نحتاجه منهما، او من يتبنى الإصلاح من الداخل، فأولا العمل على تحقيق الرقابة البرلمانية الجادة دون إهدار الصفة التشريعية، وثانيا التأكيد أن الاحزاب السياسية لا تأتي الا في بيئة مستقرة وتحقيقا للتعايش السلمي دون اي تعصّب لفئة او طائفة، وثالثا العمل على تطبيق دستور 1962 بشكل سليم قبل اي دعوات لتعديله، وتكريس النظام الديموقراطي، واخيراً العمل النيابي المؤسس لائحيا ودستوريا بين المجلس والحكومة هو الطريق القويم لاستقرار الحالة السياسية، لا بفرض قناعات على الشارع والتحريض، وكل من يتوافق مع ما قدمه المنيس والعبيد، فهو يمثلني في هذه المرحلة وشكرا.

يعقوب عبد العزيز الصانع

yaqoubalsane@
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.