اضربوا الإضراب على قفاه

نبيل الفضل
– عندما استعارت الكويت نظماً غربية متطورة فقد استعارتها وتبنت تطبيقها أملا في تحسين نوعية ومستوى الحياة للكويتيين.
فلقد استعرنا النظام الديموقراطي في زمن قاحل وموقع موحل لا فيه ولا حوله من يؤمن أويحترم تلك الديموقراطية.
ورغم كل المؤامرات والحروب الخارجية على هذه الوليدة الشاذة على ثقافة الإقليم ومرجعياته الدينية، فقد واصلت الكويت مشوارها الديموقراطي على كثرة اتهامات أحمد الخطيب وصبيته بأن مؤسسة الحكم تريد هدم الديموقراطية!!.
لقد استمرت الديموقراطية خمسين عاما ولاتزال… ولم تدمر… وإنما تدمرت الكويت.
ومن المفاهيم والقوانين المستوردة التي تبنتها الكويت لتتساوى مع الدول المتقدمة فيما تقدمه لابنائها كان القوانين الدولية التي تعنى بإنشاء النقابات والاتحادات التابعة للهيئات والجهات الحكومية وغيرها.
الآن وبعد مرور عقود على إنشاء هذه النقابات والاتحادات ماذا استفاد المجتمع او المواطن من نشاط هذه النقابات؟! وماذا استفاد الوطن من كثرة هذه الاتحادات؟!
لم يستفد احد سوى مجالس ادارات النقابات واعضائها عبر تحسين مواردهم تحت مسميات وشعارات براقة لا علاقة لها بالكفاءة ولا زيادة الانتاج.
كما ان مجالس ادارات هذه النقابات اصبحت ماكينة لتفريخ نواب في البرلمان او المجلس البلدي، حيث يتدرب الاعضاء على الخطابة ومواجهة الجماهير اضافة الى تأسيس القواعد الانتخابية.
الى هنا والامر مقبول على مضض، وان زاد الحنق بين آن وآخر على الدعم غير المبرر لهذه النقابات من قبل بعض النواب.
اليوم انقلب السحر على الساحر، وما اردناه طربا اصبح نشباً وشوكا في اعيننا. فهذه النقابات تحولت الى منظمات اجرامية تمارس الابتزاز السافر، وتستخدم التهديد والوعيد لتنال ما قد لا تستحقه من مطالب.
وفوق كل تلك الحملات الاعلامية المسعورة يضيفون «چيلة…. عدس» عندما يضربون عن العمل لتركيع الدولة وارغامها على الانصياع لمطالبهم!!!
نقابات العوالم الاخرى، عندما تطالب بالزيادة فإنها تضع الدراسات التي تؤكد احقيتها واحتياجها لتلك الزيادات. كما انها نقابات لعمالة تعمل واياد تنتج ليس لها علاقة بعمال دولة الكويت الذين يركبون اللكسز ويستمتعون بالمانيكير.
وفوق هذا فعمالة العوالم الاخرى تدفع ضريبة على كل فلس تجنيه.
موظفونا وعمالنا يحصلون على كل الخدمات اما مجانية واما مدعومة، ولا يدفعون فلسا ضريبيا، ومع هذا يطالبون بالزيادة دون وجود دراسات تبين الاحقية والعدالة لتلك الزيادات!. فهي زيادات مطلوبة بمزاج وانانية اكثر منها حاجة مبررة!. وهي زيادات تفرض لمجرد ان النقابات تعتقد ان بيدها ان تفرض ما تريد على الدولة.
واليوم تمادى الاحبة ووصلوا الى مرحلة تهديد وايذاء الأمن الغذائي للمواطن!.
اليوم خلت جمعياتنا التعاونية وارففها من مواد غذاء اساسية لم تختف حتى تحت الاحتلال الصدامي!.
وعندما يصل الامر لاختفاء الحليب والتضخم المخيف لأسعار الخضار والفواكه، نكون قد وصلنا لنهاية الصبر والتحمل والقبول بالمنطق الاعوج.
اليوم يجب على الحكومة حل جميع النقابات والاتحادات، واولها جمعية اعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت، وثانيها اتحاد العمال وبقية الاتحادات والنقابات.
اما من اوصل الكويت لمرحلة التركيع سواء من نقابات الجمارك او الخطوط الجوية الكويتية فان حل النقابات او حتى تفنيش الزعامات لا يغني عن احالتهم الى المحاكم بتهم الاضرار بالمصلحة العامة وسمعة الكويت وايذاء شعبها.
وليذهب كل اعضاء النقابات والاتحادات للشكوى عند المنظمات الدولية فقد اعتدنا على تدني مستوى الولاء والانتماء عند البعض.
هذا والا فافتحوا خزائن الدولة لمسلم البراك يوزعها على احبابه من نقابات ويكسب اصواتهم لانتخابات قادمة يحقق بها خمسين الف صوت. فما احلى الكرم من جيب الآخرين وما اسهل البطولات على حساب الحكومة.
– ونحن اذ نطالب بعقاب وفصل ومحاكمة من ادخلونا في مرحلة الفوضى، فإننا نقر بأن العدالة تتطلب زيادة رواتب الجميع بشرط ان ترفع الدولة يدها عن دعم الماء والكهرباء والوقود… وحتى الخبز.
فالزيادة هنا ليست بسبب الحاجة او ارتفاع كلفة المعيشة وانما هي زيادة لترسيخ العدالة والمساواة بين ابناء الشعب.
ومثلما اخترعنا كلمة كادر من العدم فعلينا ان نعيدها الى العدم.
– السؤال المحير هو: أين المنتج المحلي؟! وأين الاكتفاء الذاتي الغذائي من مزارع الوفرة والعبدلي؟!
ولماذا رغم كل الجواخير التي وزعتها الهيئة أيام الشيخ فهد السالم لا نجد ليتر حليب في جمعية؟!
ألم يحن الوقت لتشريع قانون يسحب اراضي الدولة من ملكية أناس اخلوا بأهم شرط من شروط استغلال الاراضي الزراعية والجواخير، وهو الإنتاج؟!
وإلى متى السكوت على بقاء المزارع «عزب» خاصة، والجواخير شاليهات للراحة والاستجمام؟!
أم ان نواب الامة الذين اقسموا على الدستور وحماية المال العام هم أكثر المستغلين لهذه المزارع والجواخير لامورهم الشخصية؟!
وعجبا لجواخير تنتج رئيس مجلس امة ولا تنتج علبة روب!!!
– لاحظوا كل هذه الفوضى والاضرابات وما سبقها من فوضى سياسية وتظاهرات بانفعالات مفتعلة وصلت حد اقتحام مجلس الامة. ولاحظوا الاشخاص المتواجدين دائما في هذه اللحظات المريضة!.
ثم تساءلوا، لماذا تم خنق طلبنا البرلماني في تشكيل لجنة تحقيق عن تحويلات ورشاوى خارجية تدخل في جيوب البعض لايذاء الكويت!!!

أعزاءنا

تحية تقدير وامتنان لأبنائنا الاحبة من الشباب واخوتنا الاعزاء من متقاعدين تسابقوا للالتحاق بالدعوة التي اطلقت تحت شعار «كلنا لها» لتوفير الكوادر التي تسد العجز الحاصل بسبب الاضرابات المهزلة.
«لو خليت خربت». والكويت لن تخلو من ابناء مخلصين لترابها.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.