النائب محمد الصقر وجه سؤالا الى السيد هاني حسين وزير النفط يتساءل فيه عن سياسات الحكومة المتعلقة بمواجهة الانخفاض المتواصل لاسعار النفط. حيث لاحظ السيد النائب ان «اسعار النفط العالمية واجهت خلال الفترة الأخيرة تراجعاً لافتاً، أدى إلى انخفاض أسعار تصدير برميل النفط الكويتي، إذ بلغ تراجعه خلال شهر تقريباً نحو 30 دولاراً للبرميل». وحيث ان النفط هو المصدر الاكبر للدخل الوطني او المصدر الوحيد في الواقع، فان النائب الصقر يطالب وزير النفط بالكشف عن خطط الحكومة في مواجهة تدني اسعاره، وبالتالي تغطية النقص المتوقع تبعا لانخفاض اسعاره في موارد الميزانية العامة للدولة.
أعتقد ان النائب الصقر يعلم تماما ان وزير النفط ليس له علاقة او تحكم حقيقي باسعار النفط. فهذه يحددها الطلب العالمي وظروف السوق الدولية. ووزير النفط ايضا ليس له علاقة بميزانية الدولة فهذه مسؤول عنها وزير المالية او بشكل اكثر دقة الحكومة مجتمعة. لهذا فان السؤال كان يجب ان يوجه الى السيد رئيس مجلس الوزراء وليس الى وزير النفط او المالية. لكن يبدو ان للنائب الصقر حسبة ثانية.
أيا كانت حسابات النائب او مقاصده فان السؤال لا شك خطير. ودق ناقوس الخطر اليوم افضل من اطلاق صفارة الانذار او صيحات الاسف غدا. لهذا فانا اعتقد ان السؤال يجب ان يوجه بالاساس الى الناس المعنيين بامر «تخفيض» الصرف وترشيد الميزانية العامة للدولة. هؤلاء هم المواطنون الكويتيون بالدرجة الاولى الذين عليهم ليس تخفيف مطالبهم المادية وحسب، بل الضغط من اجل الترشيد العام، ومن اجل ايجاد مصادر دخل جديدة تسهم في التخفيف من الاعتماد على النفط كمصدر شبه وحيد.
والسؤال ايضا ربما كان من المفروض ان يوجه مباشرة الى نواب «الاستحواذ» ممن لا يزالون يرفعون مطالب الانفاق والصرف غير المبرر بحجة مساعدة المواطنين وتحسين ظروف معيشتهم، بينما هم في الواقع يضاعفون، ان علموا ام لم يعلموا، من آلامهم ومصائبهم المقبلة عند نضوب او تقلص موارد الميزانية التقليدية.
ان الانخفاض الذي بدأ في اسعار النفط، قد لا يستمر، وقد يعود السعر مجددا للارتفاع، لكن مصير الشعوب يجب الا يبقى متروكا للقدر او تحت رحمة الظروف، لهذا فان المطلوب تحرك شعبي مسؤول للاجابة عن سؤال النائب الصقر، لأن من الواضح ان لا وزير النفط ولا وزير المالية ولا حتى الحكومة مجتمعة تملك الاجابة عن سؤال النائب.. ان الشعب الكويتي هو المدعو للاجابة هنا.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق