ليلة دامية شهدتها شوارع القاهرة الكبرى والجيزة من الساعات المتأخرة من يوم الاثنين، سادس أيام رمضان حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، وكان لمدينة الجيزة وشوارعها نصيب منها.
بداية الأحداث التى ينطبق عليها وصف “حرب الشوارع” والتي دارت في ميدان الجيزة وشارع المحطة منذ بدايتها لحظة بلحظة، فعقب الإفطار يوم الاثنين توافدت الأسر الإخوانية والمئات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على اعتصام ميدان النهضة، أمام جامعة القاهرة للمطالبة بعودة مرسي إلى منصبه فى إطار دعوات الاحتشاد التى أطلقتها قيادات الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين من يوم الجمعة الماضية.
وأدى أنصار الرئيس المعزول صلاة العشاء والتراويح بالميدان وفى تمام العاشرة والنصف نظم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مسيرة من ميدان النهضة إلى ميدان الجيزة، ورددوا هتافات تطالب بعودته، منها “ارحل يا سيسي مرسي هو رئيسي” و”إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية” و”يسقط يسقط حكم العسكر”.
وتسببت المسيرة في حالة ارتباك مروري في ميدان الجيزة وكوبري الجيزة وذلك أثناء توجههم في اتجاه محكمة الجيزة، وتوقفت المسيرة في الحادية عشر والنصف مساءا أمام محكمة الجيزة ثم توجهت لشارع المحطة، وحدثت مشادات كلامية بين أنصار مرسي وأحد الجالسين على المقاهى وأحد أصحاب المحلات.
وعقب وصول المسيرة إلى شارع المحطة الذي يوصل في نهايته إلى شارع البحر الأعظم اعتدى عدد من أهالي المنطقة على نهاية المسيرة، وقاموا برشقها بالحجارة وزجاجات المياه الغازية الفارغة والحجارة.
توقفت لجان تأمين المسيرة وحاولت تهدئة الأمر وطلبت من أهالي المنطقة حمايتهم من البلطجية ولكن تجمع عدد من أهالي المنطقة مرددين هتاف مش هيرحل مش هيرحل وذلك ردا على هتاف أنصار مرسي الذى قالوا فيه “ارحل يا سيسي”.
تجمع عدد آخر من أهالى المنطقة في نهاية شارع المحطة قبيل شارع البحر الأعظم، وقاموا بعمل كماشة على المسيرة التى كان بها عدد كبير من النساء وألقوا عليها وابلا من زجاجات المياه الغازية الفارغة والحجارة واشتبكت لجان التأمين مع الأهالي باستخدام العصى الخشبية، وأطلق أهالي المنطقة طلقات الخرطوش وخرج الشباب بأسلحة الخرطوش والأسلحة البيضاء من المنازل ورد المتظاهرون بإطلاق الخرطوش، ووقعت الإصابات بين الطرفين وألقى أهالي المنطقة القبض على عدد من المتظاهرين بعد مطاردات ومعارك في الشوارع الجانية.
وسادت حالة من الفزع فى الشوارع الجانبية لشارع المحطة والبحر الأعظم بالإضافة إلى ارتباك مروري حاد وطارد أهالي شارع المحطة أنصار المعزول في الشوارع الجانبية من شارعى البحر الأعظم والمحطة حتى أوصلوهم إلى ميدان النهضة.
وفي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء تحول ميدان الجيزة إلى ساحة معركة وارتفع أصوات الطلقات النارية واستخدم أنصار مرسى والمتظاهرون البنادق الآلية فى إطلاق النيران على بعضهما وتوقفت حركة المرور بالميدان وأغلقت المحال التجارية أبوابها فى ظل غياب تام لقوات الأمن على الرغم من قرب موقع مديرية أمن الجيزة، وقسم الجيزة الذى يبعد مئات الأمتار فقط عن مكان الواقعة من بدايتها.
وأصيب عشرات المتظاهرين بالخرطوش والطلق الحى وأصاب الهلع المواطنين اللذين كانوا متواجدين بموقف السيارات أمام مسجد الاستقامة ودخل السيدات للاختباء في جراج بالقرب منه، وهم فى حالة بكاء هستيري وسط أصوات طلقات الرصاص.
وحلقت مروحية تابعة لقوات الجيش فوق سماء ميدان النهضة وميدان الجيزة لرصد الأحداث في ظل استمرار تبادل إطلاق النيران بين المؤيدين والمعارضين والذى انتهى بعودة أنصار مرسي إلى مقر اعتصامهم بميدان النهضة فجر يوم الثلاثاء دون أن تحرك قوات الأمن ساكنا لفض الاشتباك.
كما أشعل مؤيدو الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي النيران في السيارات المارة.
قم بكتابة اول تعليق