أغطي الانتخابات البرلمانية منذ العام 1992، وفي كل مرة يتحدث الجميع عن المال السياسي، والصناديق المليونية، 21 عاما والمال السياسي حديث النخبة السياسية والعامة والمرشحين وغير المرشحين، ولكن رغم عشرات الملايين التي قيل انه تم ضخها لدعم مرشحين وإقصاء مرشحين الا ان أحدا ما لم ير سوى ألف او ألفي دينار طوال 21 سنة، اما الملايين السياسية فبقيت حبيسة الحديث المرسل غير المثبت بدليل.
فمن أين جاءت خرافة الملايين السياسية؟، وهل هي موجودة فعلا؟، ولِمَ لم يرها أحد رأي العين؟
حسنا، المال السياسي حقيقة وموجود وحاضر في كل انتخابات، تماما كحضور الأوكسجين، تعلم انه موجود ولكنك لا تراه رأي العين، والقصة ببساطة هو ان من يوزع الملايين السياسية ومن يقبضها في كل انتخابات لا يخبرون أحدا من خارج دائرتهما الضيقة.
سأمنح مثالا أقرب للواقعية هنا، مرشح دخل الانتخابات وعليه ثلاث قضايا مالية بنحو 160 ألف دينار، وتم تسديد المديونيات في القضايا الثلاث في اقل من اسبوع وقبل فتح باب الترشيح بأيام قليلة، واطلق حملة إعلامية بنحو 50 ألف دينار ومقرا انتخابيا برقم يقترب من الـ 50 ألف دينار، وهذا مجرد أنموذج من نماذج عديدة، فكيف له ان يحصل على اكثر من ربع مليون دينار في اقل من اسبوع، لم يفز بيانصيب ولم يرث ولم يعثر على حجر الفلاسفة، فمن اين حصل على الربع مليون دينار هذا؟، والجواب باختصار شديد أنه إما قبض أو أنه قبض، او ربما ـ وهو الاحتمال الأرجح ـ انه قبض.
المال السياسي حقيقة ثابتة في المشهد السياسي الكويتي، ولدينا اكثر من حادثة شهيرة تثبت وجود المال السياسي في كل انتخابات وظهوره كأخطبوط مالي بثمانية اذرع.
وسنتحدث من واقع معلومات، المال السياسي موجود، ومن ينكره كمن ينكر وجود الأوكسجين فقط لأنه لا يراه، رغم انه يتنفسه ويملأ رئتيه به كل ثانية، ورئتنا السياسية وفي كل انتخابات تتنفس هذا المال، اما لِمَ لا نراه فلأنه لا يوجد قانون من اين لك هذا؟، والا لكنا نرى المال السياسي يسير على قدمين.
Waha2waha@hotmail.com
thaar29@
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق