لا ادري ما اذا كان زملاؤنا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يشاطروننا الرأي ام لهم رأي آخر وهو ان الساحة الثقافية والفنية والابداعية الكويتية تعاني من حلالة التصحر والجفاف..؟!
ولعلي اعتقد – وهنا مربط الفرس – على الرغم مما يبذله المجلس الوطني للثقافة والفنون من جهود مشكورة في سبيل اثراء الساحة الثقافية والفنية غير ان تلك الجهود تظل محدودة ومقتصرة على انشطة تكاد تكون روتينية او اقرب الى الروتينية الخالية من الابداع والمفاجآت واكاد ازعم يقتصر الحضور والمشاركة بأنشطة المجلس على ثلة من المقربين والاصدقاء ومن موظفي المجلس الذين بحكم الوظيفة يتصدرون المقاعد، بمعنى ان جمهورهم منهم وفيهم (…) هذا ناهيك على ان فعاليات وانشطة المجلس غالبا تقام في صالات مكيفة ومغلقة ومقاعد محدودة لاسيما عروض الفعاليات الغنائية والمسرحية واما عن المعارض التشكيلية فتجد عدد اللوحات المعروضة يزيد على عدد الحضور..!!
واعتقد ان الشيء المفتقد هو عدم بذل المجهود للوصول الى الجمهور.. هذا الجمهور العريض من المواطنين والمقيمين.. الذين يفترض يشكلون القاعدة الاساسية لجهود المجلس فجهود المجلس لا ينبغي ان تقتصر على النخبة او الاصدقاء والمقربين، فأين الثقافة الجماهيرية التي هي احد الروافد الاساسية والرئيسية لعمل المجلس الوطني..؟
لذلك احسب يحتاج المجلس الى التجديد وتغيير بوصلة توجهاته واتجاهاته، فلا يصح ان يبقى على الافكار البالية وانشطة اكل الدهر عليها وشرب.
لعل أول ما يحتاج اليه المجلس الوطني هو الخروج من حالة التقوقع والانغلاق الى الانفتاح على الجماهير، فلماذا لا يستغل الاماكن المفتوحة مثل الحدائق والساحات والاسواق لتقديم العروض الفنية والثقافية والترويحية المناسبة؟ لماذا لا يخلق المجلس جمهورا جديدا وروادا دائمين؟ فالجمهور الكويتي عاشق للفنون وعاشق للابداع والتجديد، غير انه كسول يحتاج الى من يحفزه ويستفزه.
في خلال النشاط الثقافي الصيفي والذي انتهت فعالياته قبل ايام من حلول شهر رمضان المبارك، قدم المجلس عددا من الحفلات الغنائية والموسيقية بيد ان السؤال كم كان عدد الذين حضروا تلك الفعاليات؟ فلو كسر المجلس القالب الروتيني وخرج الى الساحات المفتوحة بدلا من الاماكن المغلقة والمكيفة لوجد جمهورا عريضا يتابع فعالياته، ولكانت المتعة اكبر والفائدة اعم ذلك انه لا يقتصر دور المجلس الوطني للثقافة على اقامة معرض سنوي فقير للكتاب او المشاركة في الاسابيع الثقافية، وانما دوره هو دور وزارة الثقافة التي يفترض ان تولي الى جانب رعاية الثقافة والفنون المتعة والترويح.
وبالمناسبة تعود بنا الذاكرة الى الوراء، الى زمن السبعينيات من القرن الماضي عندما نجح المرحوم صالح شهاب رائد السياحة الداخلية بمجهود فردي وبالامكانيات البسيطة خلق اجواء المتعة والترويح، فاعاد الحياة والروح للساحات والحدائق وذلك عندما نقل العروض الترويحية والفنية من الاماكن المغلقة الى الساحات المفتوحة، الآن الفرص امام المجلس الوطني اكبر والامكانيات اكبر والساحات والحدائق اكثر والجماهير اكبر، فلماذا لا يستغل المجلس الوطني كافة الفرص المتاحة لامتاع الجماهير في اماكن تواجدها..؟!
ولعلنا ونحن نعيش هذه الليالي الرمضانية المباركة لماذا لا نرى أي دور ثقافي أو ترويحي أو ترفيهي أو روحاني للمجلس هل رمضان للنوم والكسل والربادة..؟!!
ليعذرني الاخوة في المجلس الوطني للثقافة اذا قلت عليهم الخروج من التقوقع والتفاعل مع الجماهير، فالتصحر الثقافي مسألة خطيرة تحتاج الى جهود مجتمعية كاملة.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق