على أثر تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الاميركية سرت موجة من الهستيريا الأمنية في أوروبا وأميركا بحثاً عن خلايا إرهابية مرتبطة أو متورطة في هذا الحدث, وجرت توقيفات عديدة لأشخاص مشتبه فيهم ومنهم من يعرف بأبي قتادة المقيم في لندن كداعية يحرض الناس على قتل النصارى وإباحة تدمير أملاكهم ! بعد انتهائه من التحقيق مع الشرطة الانكليزية خرج متحدياً وانتصب يؤم المصلين في الشارع أمام عدسات عشرات المراسلين العالميين, ولدى الانتهاء من الصلاة استدعى المراسلين ليكمل الاستعراض بمؤتمر صحافي في الشارع, ولدى سؤال أحدهم عما تمثل له بريطانيا الديمقراطية التي وفرت له ملاذاً آمناً عز عليه مثيله لأنه مطلوب من معظم دول العالم ? أجاب محدقاً بعينه الواحدة جوابه الشهير : بريطانيا ليست أكثر من دورة مياه أقضي فيها حاجتي !
لسنا بحاجة الى الغضب إزاء هذه الحالات لأننا عندها نقترب منهم, لكنه الاعتوار بعينه يوم سموا أنفسهم ب¯ “السلف” أسوة بالسلف الصالح ! بالله عليكم هاتوا لنا جرماً أو جريمة ارتكبتموها وفيها شيء من سيرة السلف الصالح, السلف الصالح يا خلق الله أطهر أهل الأرض وأقربهم إلى رسوله خلقاً وخُلقاً, وهو القائل (صلى الله عليه وسلم) أنه يباهي بهم إلى يوم تبعثون !
أي شرع وأي دين بان قانون غابة يسمح لمن احتمى بدولة ونعم بخيرها وأمانها وحماه قانونها بأن يقول عنها ليست أكثر من دورة مياه ? إلى أي سلف تنتسبون وأية لغة تتكلمون ?
هكذا يفهمون الدولة مفهوماً أعوراً عندما يعتبرونها مطية ( وبلغتهم دابة ) يركبونها للوصول إلى أهدافهم المقيتة, نستجير بالقوي العزيز وقوله الكريم للاستدلال على علامات قيام الساعة: ” وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ” !
سلف الكويت هم بناة هذه الأرض ومعمروها والكادحون فيها, صادقون محتسبون وبذكر الله لاهجون, أما ” سلفيوها ” اليوم فيأكلون من خير الدولة ويقبضون رواتبها ويدخلون مجلسها … لكنهم لا يعترفون بها ولا يعتبرونها أكثر من مطية : فعلمها ورمزها خرقة بالية ليس أكثر ونشيدها الوطني لا يستحق الاحترام ويحرم الوقوف له وصولاً حتى اانهم ما تركوا تهمة إلا واطلقوها بعد رد قانون الإساءة للرسول ( صلى الله علين وسلم ).
حمى الله الكويت من بعض أهلها وأدام علمها مرفوعاً بسواعد من سلف أبنائها ومصاناً خفاقاً بمن خلف, إنه سميع مجيب .
*كاتب كويتي
al_bander@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق