د.ناجي الزيد: كيف تعطى الماشية أولوية على المواطن؟!

بعض النواب ومفاتيحهم الانتخابية وأقرباؤهم وناخبوهم أصبحوا بقدرة قادر مربي ماشية.

لماذا؟ وما علاقة الثروة الحيوانية بالنواب ومفاتيحهم وطوايفهم؟! لأن هناك فرصة لإعطائهم الأراضي لتصبح جواخير بحجة تنمية الثروة الحيوانية في البلاد، مع أنه ما فَرَق علينا بهالديرة أي تغيير في تجارة المواشي بل إن أسعار اللحم ارتفعت، وكادت أن تكون لدينا مشكلة في توفير اللحوم.

إذاً، الشباب ينتظرون أراضي لبناء بيوت، فكيف تسمح الحكومة لنفسها بإعطاء أراض أميرية للماشية اللي ما نشوفها إلا بدربيل، يعني البني آدم أصبح أقل أهمية ودرجة من الحيوان! هل هكذا تتعامل الحكومة مع أولويات المواطنين؟ وهل الوزير المسؤول يعتبر هذا الأمر أولوية؟ وإذا كان أولوية، فلماذا يتدخل ويستنفع منه بعض النواب ولا تكون هناك فرصة للآخرين؟

صراحة، هو أمر لا يصدق، المواطن ينتخب نائباً ليكون حامياً ومشرعاً لمصلحة الوطن والمواطن، فما السر في أن بعض النواب من «يحط ريله» في المجلس صار مربي مواشي وعطوه جاخور، إلا إذا الجاخور يفتح قريحة النواب للإبداع في التشريع، ومتابعة مصالح الوطن والمواطن، وبذلك يكون الجاخور مصدر إبداع سياسي وتشريعي؟!

حرام، والله حرام، أراض أميرية تجير لجيوب بعض النواب والمتنفذين، وبعدين يصيحون على الفقير صيحة البايق، لأنه يطالب بحق من حقوقه بأرض وقرض، مع أن أرضه لا تزيد على 400 متر بينما أرض الجاخور تقدر بثلاثة أضعاف ذلك.

فيا ناس، انصفوا البشر قبل البهايم، فطوابير البطالة وطوابير السكن تزداد يومياً، ولا يجدون العطف والاهتمام اللازم، فليس لدينا ثروة وطنية أهم من الشباب، والثروة الحيوانية التي يدعّون بالحفاظ عليها ليست إلا سراباً في سراب، وما شفنا من وراها إلا القلة القليلة من بعض الجادين. أما التنمية، فالمسألة كلها دجل وتجارة على حساب الوطن وثرواته، فهم يضعون أيديهم على أراض لم يحلموا بها، وهل على الشباب أن يصبحوا من ضمن الماشية والشاوي ليحظوا باهتمام النواب؟!

فكفى عبثاً، ولتوقفوا هذه الحركات السمجة وغير المنصفة، وحافظوا على ثرواتنا الحقيقية، واحتفظوا بالأراضي لتوزيعها على الشباب المحتاج إلى سكن، ويكفي إهانته بإعطاء الحيوان أولوية عليه!

د. ناجي سعود الزيد
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.