عليك أن تأتي بآلة حاسبة وتجمع كل الفوائض المالية المليارية التي جمعتها حكوماتنا المتعاقبة منذ ما بعد التحرير وحتى يومنا هذا، المجموع رقم صاعق، تريليون أو ألف مليار دولار من الفوائض المالية كحد أدنى، فهل مازالت هذه الأموال موجودة؟..أم تبخرت، كالمليارات الأربعة التي غادرت إلى مصر المحروسة مدعومة بصوت الحكومة الذي لا يعلوه صوت!
مئات المليارات من الدولارات دخلت على الدولة طيلة الأعوام الثلاث والعشرين الماضية، لم نجد لها أثرا، فهل وجدت يا أخا العرب تنمية حقيقية أو مشاريع ضخمة وهل وجدت بنية تحتية تغطي البلاد من شمالها إلى جنوبها من طرق رئيسية وأنفاق ومحطات كهرباء ومناطق سكنية جديدة تستوعب الطلبات التي فاقت المئة ألف وهل رأيت اهتماما بالصحة العامة وإنشاء مستشفيات جديدة ومدن طبية، يلجأ إليها المواطنون بدلا من تجشم عناء السفر والغربة، وتطنيش المكاتب الصحية في الخارج واستجداء النائب فلان والوزير علان؟!
أيعقل دولة لم تتطور ولو خطوة واحدة ينظر إليها الغريب قبل القريب متحسرا حزينا كيف أن بلدا كالكويت سبقت عالمها في الديموقراطية والحريات وكانت مضربا يضرب به المثل في الستينيات والسبعينيات،هكذا حالها!
إذاً، لا مشاريع في الكويت، ولا نهضة ولا بطيخ، ومن حقنا كمواطنين أن نتساءل عن مصير الفوائض المالية الضخمة، فلم نرَ شيئا على الأرض يجعلنا نغض الطرف أو نبرر أو حتى نرقع اختفاءها الغامض!
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق