سامي النصف: رحل رجل السيف والقلم والكرم

العزاء الحار للمملكة العربية السعودية وللعرب وللمسلمين كافة بوفاة الراحل الكبير الأمير نايف بن عبدالعزيز، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
***

التقيت الراحل الكبير سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في أكثر من مناسبة كانت أولاها بمنزله العامر في جنيف بصحبة الصديق عبدالعزيز البابطين الذي اصطحب معه وفدا شعبيا كويتيا لتهنئته بسلامة العملية الجراحية التي أجراها، كما التقيت سموه آخر مرة العام الماضي برفقة وفد إعلامي كويتي نظمته جمعية الصحافيين الكويتية لشكر المملكة على موقفها المشرّف إبان الغزو الصدامي البغيض، وفي كل الزيارات استمعنا منه لتوصيف صائب للحالة العربية والخليجية ومعها كلمات ود شديدة نحو الكويت قيادة وشعبا.

***

ولا ينسى الشعب الكويتي قط ما عمله الراحل الكبير منذ اللحظات الأولى للغزو عام 90، وإصداره أوامره بتسهيل وتخفيف الأمر للكويتيين ممن خرج كثير منهم دون أوراق ثبوتية، وقد لقي الشعب الكويتي كل الترحيب والدعم والمؤازرة من القيادة والشعب السعودي الشقيق، واستمع شعبنا آنذاك لقرار المملكة التاريخي بأن ترجع الكويت أو تذهب السعودية معها، ولا أعتقد ان التاريخ شهد التزاما كهذا بين دولتين.

***

وقد تقلد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز مسؤولية وزارة الداخلية السعودية في بلد يمتد حدوده من جبال اليمن جنوبا إلى بوادي الشام والعراق والأردن شمالا، ومن الخليج شرقا حتى سواحل البحر الأحمر غربا وكانت المملكة مستقصدة برياح السموم السياسية والأمنية التي تنوع مرسلوها وإن لم تخف حدتها، فمن هجمة التيارات والمنظمات اليسارية والقومية في السبعينيات حتى تحركات ومحاولات تصدير الثورة الإيرانية في الثمانينيات، ثم عنف وتطرف وإرهاب مجاميع القاعدة في التسعينيات وانتهاء بالحملة المغرضة والمحمومة على المملكة بعد أحداث سبتمبر 2001 والتي صاحبتها تحركات الفئة الضالة في الداخل وفي جميع تلك المعارك والحروب خرجت المملكة منتصرة وأمنها مستتب ومني أعداؤها بالفشل والهزيمة.

***

وقد كان الأمير نايف بن عبدالعزيز مدرسة متكاملة في كيفية محاربة الإرهاب، وبدلا من ان تصبح المملكة أسيرة الإرهاب وتفجيراته واغتيالاته المتواصلة كما يحدث في كثير من بلدان المنطقة، استطاع سموه ان يجعلها وفي وقت قصير آسرة للإرهاب عبر تفعيل ثنائية التصدي بالسيف لمن يسفك الدماء، وبالإصلاح وتقويم الفكر للشباب المغرر به ممن لم تتلوث يده بجرائم الإرهاب الشنيعة.

***

وقد أشرف سموه على الهيئة العامة للحج فسهّل وبكفاءة واقتدار مناسك الحج على الحجاج والمعتمرين، كما تسلم ملف المخدرات فتعامل مع التجار والمروجين بالشدة والحزم حتى قاربت المملكة على التطهر منه رغم اتساع الحدود وطول السواحل، كما اهتم بقضايا الإعلام والثقافة والفكر إيمانا منه بأنها جزء مهم من فلسفة محاربة الإرهاب والتطرف، والحال كذلك مع قضايا الأمن الاقتصادي واشكالات توظيف الشباب السعودي، كما تقلد منصب المشرف العام على لجان وحملات الإغاثة الإنسانية بالمملكة العربية السعودية وهو عمل جليل سيحسب إن شاء الله في ميزان حسناته عند رب كريم.

samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.