قال الشاعر (أظنه الأخطل الصغير) في وصف القيثارة:
أي سرّ فيك إني لست أدري!
كل ما فيك من الأسرار يغري
يحتل الكرسي الأخضر القابع بهدوئه الجمادي داخل قاعة عبدالله السالم مكان (القيثارة) يتغنى به القوم ويتقاتلون للوصول إليه وكأنه «سدرة المنتهى».
خلعوا أثواب الحياء- إن وجد- وأنشبوا أظافرهم القذرة في نسيج مجتمع الكويت وعاثوا به فساداً من تشقق وتصدع وانهيار ناكرين متنكرين للدين والأخلاق والنظام الديموقراطي الذي ارتضيناه جميعا وعشنا في حماه- رغم بعض السلبيات- اليوم هم يذبحون بعضهم بعضا بادعاء المحافظة عليه. يستخدمون المال الذي هو رزقنا ورزق الأبناء والأحفاد يستخدمونه ممسحة لقاذورات نفوسهم المريضة.
قالها وليد الجاسم: «إنها دعارة برلمانية» (الوطن).
وقالها المرشح يوسف الجاسم «من يشتري الصوت بالمال اليوم سوف يبيع وطنه بالمال غداً».
تحية من الأعماق لوزارة الداخلية بجميع رجالها الصغير قبل الكبير على سهرهم وقوة ملاحظتهم.
لقد واصلوا الليل بالنهار وفي هذا الشهر الكريم ذي القيم الربانية الراقية التي تنفض عن الإنسان جل ذنوبه.
تسهر تلك المجموعة الطيبة من أبنائنا المخلصين على صحة هذا الوطن الجميل في محاولة جادة لانتزاع هذا المرض الطارئ بقبحه وقسوته من جسد البلاد عبر وسائل مختلفة من مداهمات لأوكار القذارة الأخلاقية وحجز العشرات من المتهمين بالتعاطي بعمليات البيع والشراء للأصوات وحجز مئات الآلاف من الدنانير تحت مظلات البيوت والشقق ومكاتب العمل التجاري… لقد دُنست تلك المواقع المرخصة رسمياً تحت طائلة اللهفة للوصول لذاك الكرسي الساحر.
الحمد لله.. إن غداً لناظره قريب، سوف نضع حداً لهذه المهزلة التي تناهبت كبد الوطن حتى صار الأخير يصرخ «فمن مجيري؟ من معيني؟»- كما صرخ فهد العسكر في يوم من الأيام.
لابد أن نشد على أيدي رجال «الداخلية»- لهم علينا حق إن لم نشدّ على أيديهم-.
فخورون بهم نحن، ونتمنى ألا يهدأ هذا النشاط ولا يبرد فلقد اتسعت دائرة المذنبين إلى حدود إبطال عضوية نواب سابقين- من منكم تصور بأننا سوف نعيش مثل هذه النكسة؟ لقد قالها حافظ إبراهيم يوماً.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فهل بيننا من يقبل على نفسه أن يعيش في أمة بلا أخلاق؟؟!
وبالعودة إلى الهدوء نكشف أن أمرين عظيمين مرّا بنا لم نتوقف أمامهما بما يستحقانه.
الأول: حصول الشيخة حصة الصباح على عضوية مجلس أمناء متحف الميتروبوليتان- نيويورك وهو أمر تستحقه بجدارة نظراً لاهتمامها ومثابرتها على العلم والتأهيل والمتابعة لجذور الحضارات الإنسانية من خلال ثقافاتها المختلفة ثم تركيزها بمعية زوجها الشيخ ناصر صباح الأحمد على الحضارة الإسلامية أينما وجدت وكيفما تكون وتقديمها بعد ذلك للعالم أجمع بالصورة اللائقة.
نعم لكل ذلك أفخر بها لأنها (كويتية) ويجب أن تفخر بها كل امرأة.. وكل رجل كويتي.
أما الثانية فإنها الشيخة الدكتورة سعاد الصباح التي أحب أن أصفها بأنها (الثائرة بهدوء والهادئة بثورة).. لقد توجت من قبل كلية ولدنبرج البريطانية بالتعاون مع المجلس الدولي لحقوق الإنسان كأكثر الشخصيات من الكتاب والمفكرين والأدباء تأثيرا بخلق مناخ حضاري مع مزيد من التطور مما جعلها تترك أثراً في الوعي الإنساني عبر العالم أجمع.
كيف لا يحق لي أن أفخر وتفخرون؟ فهي امرأة (كويتية)
بعد هذا اسأل نفسي: ترى أين هي المنظمات النسوية من هذا التميز للسيدتين الفاضلتين؟؟!
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق