حسن كرم: اليوم الموعود

اليوم.. يوم جديد آخر من ايام الكويت الوطنية..
اليوم.. كالايام الكثيرة المماثلة التي مرت على الكويت لكنه يوم يحمل ميلادا جديدا ويحدث ان كان متكررا لكنه يتجدد فكل حدث انتخابي جديد يحمل رقما جديدا ليس كسابقاته..
انتخاباتنا هذه المرة التي اصبحت سنوية او نصف سنوية من الجائز ان ننظر لها على انها مثلها مثل سابقاتها لكن حقيقة الامر ليست كذلك واعتقد ان علينا ان نلبسها ثوبا جديدا يناسب اللحظة الحديثة الراهنة.
فلربما هناك امرأة يتعثر زواجها الاول، لكن عندما تتزوج من زوج جديد بعد طلاقها من الزوج الاول لن يكون زفافها كزفافها في الحالة الاولى، وربما يتعثر حالها مع زوجها الثاني فتدخل الدنيا مجددا بتجربة ثالثة والى آخره ففي كل حالة من تلك الحالات الثلاث هناك شيء جديد، ربما قد يكون اجمل وربما قد يكون اسوأ لكن هناك اختلافاً، والاختلاف مؤكد..
انتخابات مجلس الامة والتي ستفتح ابوابها صباح اليوم الى الناخبين، هي ذات الانتخابات والصورة النمطية التي تعود عليها الناخبون الا ان هناك الجديد هو طابعها الرمضاني، وفي صيف تصل فيه درجة الحرارة الى ذروتها ناهيك عن حالة الارتباك والتردد بين من يفضل ان يمسك المخدة ويكمل نهاره في النوم الى ساعة الافطار وبين من وطد استعداده للانتخابات عند الصباح الباكر وقبل ان تفتح المقرات الانتخابية ابوابها او ربما لم يذهب للنوم لئلا تفوته المشاركة، فهناك شعور بالواجب يملي عليه ان يكون مصوتا في الانتخابات وهو شعور وطني يجيش في صدر كل مواطن يرى في العملية الانتخابية حالة وطنية تعنيه، فامتناعه او مقاطعته عمل سلبي غير مفيد وغير مبرر مهما كانت الذرائع لان الانتخابات العامة من المواطن والى المواطن والا كيف يتحقق حكم الشعب الى الشعب الذي هو بحكم المادة (6) من الدستور مصدر السلطات اذا امتنع عن المشاركة في اختيار ممثله في المجلس..؟!!
من المؤكد ان هناك مثالب وعيوباً كثيرة تعتري العملية الديموقراطية الكويتية لكن اصلاح الامور وتطوير او تحسين العملية الديموقراطية وتنويع أدواتها لا تتحقق بالمقاطعة وانما بالمشاركة وبحسن الاختيار اذن من يقاطع الآن فقد يرى في مقاطعته مكسبا لكن سيخسر مستقبلا كثيرون في السابق كانت لهم مواقف مماثلة الا انهم تراجعوا بعدما وجدوا في المقاطعة عملا سلبيا مردودا عليهم..!!
ان هذا اليوم الانتخابي الذي سيكون يوما طويلا ومملا لكنه من ايام الكويت الوطنية وهو يوم يحتم الواجب علينا كلنا المشاركة حتى ان ذهب الناخب الى المقر الانتخابي والقى بورقته بيضاء في الصندوق، فالاهم هو المشاركة والاهم من المشاركة لاريب هو حسن الاختيار بعيدا عن التعصب الطائفي او القبلي او الفئوي او الحزبي فمبدأ الاختيار يتجلى على اساس الكفاءة والنزاهة والوطنية والاخلاص.
علينا ان نضع في الحسبان ان النائب في المجلس لا يمثل طائفته او قبيلته او جماعته وانما يمثل الكويت يمثل كل مكونات الشعب يعبر عن لسان الشعب الذي وثق فيه ومنحه صوته، وكما نقول عادة في مثل هذه المناسبات الصوت امانة، فلنودع الامانة فيمن نراه اهلا لها.
ان الكويت تستاهل الافضل، والكويت لنا جميعا فلنحرص على حسن الاختيار.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.