خالد الجنفاوي: صَوِّتْ مِنْ أَجْلِ الكُوَيتْ

أعتقد أن المشاركة والتصويت في الانتخابات البرلمانية واجب وطني وأخلاقي, لأنها واجبة أخلاقياً من حيث كونها “شهادة” تتطلب الايفاء, بل أعتقد أن التصويت في الانتخابات يمثل تلبية لنداء الوطن من أبنائه المخلصين, فالكويت الوطن لم ولن تفرق بين أبنائها ولم تبخل عليهم بشيء, فكل الكويتيين بالنسبة الى الكويت مواطنين مخلصين وأوفياء. والكويت بالنسبة لأبنائها الأوفياء هي الأم الحنون والحضن الدافئ الرحيم, والذي يلجأ إليه كل من يؤمنون بخصوصية وتميز الكويت بالنسبة الى مواطنيها ومقيميها الشرفاء. والكويت هي المهد وهي اللحد, وهي الأرض الطاهرة التي تحوي كل تجربة سعيدة مر بها المواطن الكويتي الحق, فهي المكان والزمان والحيز التاريخي والانساني والحضاري, والذي نشأت فيه الشخصية الكويتية المتسامحة والمخلصة لوطنها ولثوابته الوطنية, ولأن قيمة الإنسان تقاس بما يقدمه لوطنه من إنجازات ونجاحات, فالمشاركة الايجابية في الانتخابات والحفاظ على تفاؤل إيجابي تجاه الحاضر والمستقبل هي أمانة يؤديها المواطن المخلص لوطنه.
ورغم من كل خطاب سلبي يهدف مروجوه الى بث روح الاحباط في الشخصية الكويتية الايجابية, سوف يلبي كل الكويتيين نداء وطنهم وسوف يحرصون على الايفاء بواجباتهم وبمسؤولياتهم الاجتماعية والتاريخية, فالتصويت إضافة إلى كونه أمانة وشهادة, فهو أيضاً مثال جلي وناصع للايفاء بمتطلبات المواطنة الكويتية الحقة, فمن يصوت في الانتخابات لا يصوت فقط لمواطنين كويتيين آخرين يمثلونه في مجلس الأمة, بل المواطن الكويتي الحق يصوت باعتزاز وفخر لأنه أولاً وأخيراً يلبي نداء وطنه الغالي عليه.
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم “وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا”(البقرة 282). فالتصويت هو شهادة حق يؤديها المواطن لنفسه ولوطنه ولحاضره ولمستقبله. فمن يصوت في الانتخابات سيساهم بشكل مباشر في تطوير الحاضر واستشراف مستقبل واعد ومزدهر. إضافة إلى ذلك, من سيصوت في الانتخابات يظهر رغبته الايجابية في التغلب على مشكلات الحاضر وتحدياته لكي تنعم الاجيال الكويتية القادمة بمستقبل أكثر أزدهاراً وإيجابية.
من يفخر بهويته الكويتية وبثوابتنا الوطنية المشتركة ومن يؤمن أن أمرنا “شورى” بيننا لن يثنيه أي أمر عن الوفاء بواجباته وبمسؤولياته الوطنية. التصويت في الانتخابات البرلمانية هو تأكيد واضح على أن المواطن الكويتي الحق إِرادتُه حُرَّة وأنه يتمتع فعلاً بحنكة تاريخية وسياسية واجتماعية تجعله يساهم بلا تردد في تحقيق مصلحة الكويت.
* كاتب كويتي

khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.