يسعدني حرص بعض السيدات على حضور الندوات الانتخابية رغم جميع الخيبات التي مر بها الشعب من حل وإبطال لمجالس الأمة بشكل مستمر، لكن هذا لا يمنع من الإشارة إلى أن الكثير من السيدات حضرن لندوات المرشحين ومعهن أطفالهن ومربياتهن، وخلال حضورهن للندوات كان الأطفال والمربيات يتمشون بالشوارع القريبة من خيم المرشحين مما يعرض سلامتهم للخطر؛ ناهيك عن الحر الشديد هذه الأيام الذي قد يعرض الطفل لأعراض مرضية مختلفة.
والمنظر نفسه تكرر في القرقيعان الذي تجول فيه الأطفال بأعمار صغيرة جداً، حتى أني شاهدت طفلة لم تبلغ ستة أشهر تحملها الخادمة وتجول بها وقد احمر خداها، ولا تكاد تلتقط أنفاسها من الحر، إذ تنفست الطفلة الصعداء حين أدخلناها إلى المنزل، وشعرت بقليل من البرودة في ظل هذا الصيف الساخن جداً.
لا أنكر إعجابي بحرص الأمهات على حضور ندوات المرشحين، وعلى تعويد أطفالهن عادة القرقيعان، ولكن تجب مراعاة مدى قسوة الجو ومدى قدرة المربية على تحمل أعباء الأعمال المنزلية، بالإضافة إلى التجول بصيف ساخن جداً مع طفل يحتاج إلى مراقبة خاصة.
يجب التعامل مع هذه المربية بشيء من الإنسانية وعدم اعتبارها آلة لا تشعر بالبرد أو الحر، والأمر نفسه ينطبق على الأطفال، فقد يظن بعض الأهالي أن الجو الحار لا يضرهم، ولكن تعرضهم للتعرق والتكييف سبب رئيسي لانتشار أمراض الرشح والإنفلونزا.
وغياب الوعي أحياناً لدى بعض الأمهات قد يكون السبب في انتشار العنف أحياناً، فحين تقسو الأم على الخادمة بتحميلها ما فوق طاقتها، وعدم مراعاة قسوة الجو وتكليفها بأعمال مضنية، ثم بعد ذلك تثقل كاهلها بطفل شقيٍّ هي مسؤولة عن مراعاته، وقد تحدّ حتى من ساعات نومها، كل هذه الأمور تجعلها تمسي إنسانة محشوة بالغضب، قد تصل إلى مرحلة تعذيب الطفل للانتقام من الأم، وفي بعض الأحيان تصل إلى القتل.
أتمنى من جميع ربات البيوت التعامل بشيء من الرحمة والإنسانية مع الخدم، وعدم الاعتماد الكلي على الخادمة في تربية ابنها، بل يجب أن يكون لك الدور الأهم في التربية، وتأتي الخادمة لتعينك فقط، ولا تتحمل مسؤولية إنجابك لهذا الطفل!
قفلة:
نبارك لأعضاء مجلس الأمة الجديد، ونتمنى من هذا المجلس أن يعيد لنا الأمل، فنحن شعب توالت عليه الخيبات السياسية من كل جانب، وفي كل مرة يتسلل اليأس إلى نفوسنا نعانده، وما زلنا نصوّت رغم جميع الإحباطات التي مررنا بها، وحان وقت أعضاء المجلس ليزيلوا خيباتنا لأننا رغم كل شيء آمنا بالعملية الانتخابية، صوّتنا للمرة الثانية على التوالي في غضون أشهر قليلة، نتمنى الاستقرار للبلد، ونتمنى أن تتفهم الحكومة مدى تخوفنا من حل جديد وإبطال لمجلس الأمة الحالي!
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق