احترمت كثيراً أمس قدرة عضو مجلس الأمة السابق محمد هايف المطيري على الاستقلالية برأيه والتخلص من رهبة كسر مقاطعة الانتخابات التي لم يجرؤ عليها الكثيرون من مناصري الحراك رغم أن الغالبية منهم – كما سبق أن أكد محمد هايف نفسه – لا يؤيدون الاستمرار في مقاطعة الانتخابات.
أتمنى أن يأتي يوم يكون فيه كل الناخبين أحراراً في مواقفهم أحراراً في اختياراتهم.. لا تملى عليهم تصرفاتهم من الغير.
من شاء أن يصوت.. فليصوت، ومن شاء أن يقاطع فليقاطع، ولكن ليكن القرار نابعاً من إرادته الحرة المستقلة وليس خوفاً من «معايرة» هنا.. أو «صرخة» هناك.. أو حتى «همسة» تجاهه.
اللافت للنظر أن الاقبال منذ الصباح الباكر على المشاركة والتصويت كان كبيراً جداً لدرجة الازدحام والتدافع في المناطق التي كانت تقود مقاطعة الانتخابات، وهذا يدل على تحرر ارادة الكثير من الناخبين وقناعتهم بعدم جدوى أسلوب مقاطعة الانتخابات التي فرضت ما يشبه «التقاعد المبكر» على عدد من النواب السابقين والناشطين السياسيين، بل هو تقاعد مبكر وبدون «باكيج» تحفيزي للتقاعد.
المرشح الذي لا يملك امر نفسه لا اظن انه يستحق التصويت ولا الدعم، فان لم يكن «حراً»، في قدرته على اعلان الترشح وانهاء المقاطعة، فما بالك بمواقفه اذا نجح ووصل القبة البرلمانية؟.. هل سيملك ان يرفع يده معارضاً أو مؤيداً رأياً قانونياً مقترحاً أو أمراً يتم التصويت عليه إلا بعد ما تختلس عينه النظر إلى «زعيمه» ليرى ما يفعل.. ثم يقلده!
اما قيادات المعارضة، فانني ادعوهم الى اعادة التفكير في اندفاعهم واعادة النظر في مواقفهم والرجوع عن اسلوبهم الحالي في دفع الناس نحو مؤازرتهم الى اسلوب جديد يلائم الناس أكثر ويتوافق مع عقولهم. خصوصا بعد ما رأينا ما رأينا من ويلات الربيع العربي المزعوم.. وهو ربيع التناحر والاقتتال، ولم يكتب حتى الآن أي قفزة واضحة أو خير حقيقي يذكر لبلد هبت عليه هذه النسمات.. فارجوكم.. لا تبشرونا بالربيع وخلونا على صيفنا وقيظنا اللاهب، فنسماته اطيب والله من ريح الربيع الذي به تبشرون.
٭٭٭
شيخان
انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر أمس العم شيخان الشيخ أحمد الفارسي رحمه الله وغفر له عن 92 عاما، وللراحل الكبير ايادٍ بيضاء ومساعدات خفية من الخير الوفير الذي افاء الله به عليه، فقدم هو الكثير منه للناس والمحتاجين حتى وسعت سمعته الآفاق رغم ان شماله لا تعرف ما انفقت يمينه.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا إليه راجعون».
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
@waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق