ما تأثير أن يسمع المواطن العادي وبشكل شبه يومي عن سرقات وأسماء لصوص المال العام المفترضين دون محاسبة وأحكام؟ وما تأثير أن نسمع عن “قبيضة” من أعضاء في البرلمان؟ كيف يستقبل المواطن الشريف عناوين الصحف المخيفة عن “سرقات الديزل” و”الإيداعات المليونية” و”ملف التحويلات الخارجية” و”كارثة الداو”؟
الكويت تغرق في لغة التخوين وإسفاف الكلام والاتهامات المرسلة، وهو وضع يحتاج إلى معالجة سريعة وعاجلة، فكثرة إثارة أسماء اللصوص في الهواء الطلق دون تمحيص وأدلة له تداعيات خطيرة على نفسيات الناس العاديين البسطاء، بل إن روحاً سلبية تفشت في سلوكهم اليومي، عنوانها اللامبالاة لما يفترض أنه الحد الأدنى للواجب تجاه البلد، ولننظر إلى تدني الاهتمام بالوظيفة العامة مقابل المطالبات المحمومة بالزيادات على الرواتب دون إنتاج حقيقي!
كنت ولا أزال من المطالبين أن يعودنا رئيس الوزراء على الظهور في أحاديث متلفزة حول المناسبات والقضايا الخطيرة، يشرح ويوجه ويعد بالمواقف تجاهها، فالمواطن يرتاح بظهور رئيس حكومته- في أي بلد- على الشاشة ليعلق على ما يقلقه وما يتطلع إليه.
كلفة إعادة أجواء الثقة إلى المواطن وطمأنته ليست عالية، فهي تتلخص في تطبيق القانون الذي سيعيد الثقة إلى مشاعر الناس، ولنا في نموذجي وزارة الداخلية خير عبرة، اللواء عبدالفتاح العلي في قضية المرور والإقامات، واللواء عبدالحميد العوضي في ملف شراء الأصوات رغم بعض السلبيات.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق