حسن كرم: الشيخ جابر المبارك وقفة مع الذات

ينتظر ان يرفع سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح كتاب استقالة حكومته الى حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه، وهذه الاستقالة روتينية بموجب المادة (57) من الدستور التي تقضي استقالة الحكومة فور ظهور نتائج انتخابات اعضاء مجلس الامة، وستستمر الحكومة المستقيلة في اعمالها الى حين تشكيل الحكومة الجديدة والتي يفترض ان ينتهي من تشكيلها قبل تدشين مجلس الامة الجديد الجلسة الافتتاحية (البروتوكولية) وتقتضي المادة (87) من الدستور ان يجتمع مجلس الامة بعد اسبوعين من اعلان نتائج الانتخابات الا ان فترة الاسبوعين هذه المرة تصطدم مع عطلة عيد الفطر المبارك بمعنى أنه سيتأخر انعقاد الجلسة الاولى للمجلس الجديد الى ما بعد عيد الفطر. ولكن وفقا للمادة ذاتها يمكن تخفيض مدة الاسبوعين اذا زادت على الاسبوعين المقررة دستوريا. ولكني لا اتصور أنه سيدعى المجلس للانعقاد قبل العيد فالفترة قصيرة وتشكيل الوزارة يقتضي مشاورات طويلة ومضنية ومملة من رئيس الوزراء المكلف.
في كل الاحوال. كل المؤشرات تدل على اعادة تكليف الشيخ جابر المبارك الحمد تشكيل الوزارة الجديدة واذا صح فبذلك يكون الشيخ جابر المبارك قد ترأس (5) وزارات متعاقبة لكن كلها كانت قصيرة الاجل حيث لم تكمل أي وزارة من الوزارات الاربع السابقة السنة الاولى من على تشكيلها، وهذا ما يجعل صعوبة تشكيل الوزارة، وقبول المنصب الوزاري الذي ينظر اليه على انه وظيفة طاردة، فالكثيرون من الكفاءات يعتذرون عن قبول المنصب الوزاري، ولعل احد اسباب ضعف الوزارات وعدم الكفاءة هو عزوف الكفاءات عن المنصب..!!
غير ان السؤال الى متى تستمر البلاد على هذا الحال وزارات ضعيفة تشكل ووزراء غير اكفاء يقبلون بالمنصب وما بين المحاصصة وعدم الكفاءة. يتوقف نمو البلاد وتضيع الاولويات وتتبعثر المليارات من خزينة الدولة على مشاريع وهمية دون انتاج حقيقي ملموس على الارض..؟!!
لعل من المناسب ان يجلس الشيخ جابر مع ذاته ويراجع محصلة اعمال الوزارات الاربع التي قادها. فهل نجح هو أو نجحت وزاراته ووزرائه في تحقيق طموح وآمال المواطن ووضع الكويت على سكة قطار التنمية الحقيقية.. أم كانت الاحباطات والعثرات اكثر من النجاحات..؟!!
فماذا حققت حكومات جابر المبارك الاربع من مشاريع حقيقية ملموسة؟! فالمواطن يسمع جعجعة ولا يرى عجينا. يسمع المواطن بالمليارات وبالمشاريع التنموية السنوية والخمسية لكن ماذا تحقق. فأين ذهبت تلك المليارات واين المشاريع التي رصدت لها تلك المليارات.
الحكومات التي فشلت في التصدي للحرائق المتعمدة والحكومات التي فشلت في التصدي لسرقات الكيبلات وقطع التيار الكهربائي عن المنازل، الحكومات التي فشلت في حسم الاخطاء الهندسية في استاد جابر الرياضي، وفشلت حسم الخلافات الرياضية وفشلت في تحقيق حلم الشباب بمدينة جامعية تليق بالكويت. الحكومة التي فشلت عن محاسبة المقاول في تأخر تنفيذ مستشفى جابر. الحكومة التي فشلت في تنفيذ الطرق والكباري ومترو الانفاق والمطار والقطار الخليجي. الحكومة التي فشلت في تقديم تعليم متميز وتقديم رعاية صحية جيدة. الحكومة التي فشلت في تقليص اعداد البطالة. الحكومة التي فشلت في وقف فضيحة (الداو) وضاعت المسؤوليات والتحقيقات.. الحكومات التي تتم الترقيات في اجهزتها على اساس المحاصصة والقبلية والطائفية، وغير ذلك من الاخطاء والخطايا والتجاوزات التي تحدث «عيني عينك»، هل هذه الحكومة تستحق ان تعود لتكمل المشوار، وأي مشوار؟ مشوار الفشل والتعثر والخيبة..؟!!
لعلي اتمنى كمواطن يحترق قلبه على توقف حال البلد من رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك ان يجلس مع نفسه ويراجع من خلال الحكومات الاربع التي قادها محصلة النجاح ومحصلة الاخفاق، واحسب ان الاخفاق سيفوق على النجاح، فإذا كان كذلك. فما مبررات عودته مجددا؟!
ألا يوجد في اسرة الحكم الكريمة رجال اكفاء يستلمون الراية وينهضون بالكويت من مرحلة الاخفاق والتعثر الى النجاح والتفوق..؟!!

حسن علي كرم

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.