غيب الموت أحد أبرز رجال صناعة الإعلام الكويتي, ورجلا شهدت له الساحة الإعلامية بكل أجيالها, كان رمزاً من رموزها, لا امتدح هذا “النجم الذي افل من سماء الإعلام الكويتي لأنه قريبي, ولكن لأنه حقيقة هو واحد من ركائز المسيرة الإعلامية الكويتية, وكل معاصريه يشهدون له بذلك ويشهدون أنه رمز للعطاء والعمل والمثابرة والصدق في الأداء!
عرفته منذ طفولتي وكنت افتخر بأنني أعرفه لأنه كان علما عبر الأثير عندما يقرأ نشرات الأخبار, ومنذ ذلك الوقت بدأت علاقتي به تتطور وخصوصا عندما كنا نذهب مع والدي لزيارة آل الطبيخ, وزادت هذه العلاقة مع العم سالم الفهد الطبيخ عندما بدأت أزوره في مبنى وزارة الإعلام, وزادت صلتي العملية أكثر به عندما عملت مع فريق الصحافة في مهرجان الخليج للانتاج البرامجي المشترك في الثمانينات في القرن الماضي وخصوصا بعد تخرجي في الجامعة عام 1981 عندما عرض علي “أبو فهد” العمل في قطاع الأخبار بالتلفزيون فآثرت ان أبقى معلما واستمر في عطائي من خلال العمل الإعلامي في المهرجانات والمناسبات الإعلامية. لقد تعلمت من عمي سالم الطبيخ الكثير الكثير عن المجال الإعلامي وتعرفت من خلاله بالعديد من الرجال الأخيار في جهازي الاذاعة والتلفزيون وتعلمت منهم كثيرا حتى شاءت الصدف بعد ان تركت مهنة التعليم عام 1995 التحقت بوزارة الاعلام وأخبرته بذلك وعينت في قطاع الأخبار والبرامج السياسية – الموقع الذي عرضه علي العم سالم قبل 14 عاما – وبدأت علاقتي تتطور مع جهازي الإذاعة والتلفزيون عندما كنت محرراً في إدارة التوثيق والرصد ثم مراقبا للالتقاط الاذاعي في الادارة التي كان تهتم في الشأن السياسي. بالطبع لقد خدمتني الظروف كثيراً لأنني كنت أتعامل مع جهاز الإعلام ورجاله من خلال عمي سالم الفهد الطبيخ الذي قال لي ذات مرة “الآن رجعت للإعلام أين انت عندما عرضت عليك العمل معنا من قبل? في الحقيقة كانت له نظرة ثاقبة في ذلك الوقت وبالفعل تأخرت كثيراً ولكن الحمد لله أن العلاقة التي استثمرتها من خلاله في جهازي الاذاعة والتفزيون اثمرت عن صداقات كثيرة وقفت معي وآزرتني خلال مهمتي الاعلامية والفضل يعود لله سبحانه وللعم سالم الفهد الطبيخ, رحمه الله واسكنه فسيح جناته!
وتبقى للذكرى تلك العلاقات العائلية التي أصلها فينا المرحوم عندما نلتقي في الافراح وفي مثل هذه المناسبات كان يحرص, رحمه الله, على تعريفنا ببعضنا البعض, ولقد كانت مناسبة عودته من العلاج بالخارج قبل سنتين ملتقى للعائلة في منزله الذي أتمنى ان تتواصل هذه العلاقة مع كل الأحبة والأهل والاصدقاء وكأن “أبو فهد” رحمه الله, لايزال بيننا لأنه حريص على هذه العلاقة العائلية والأسرية مع الأهل والاصدقاء. نعم, رحل سالم الفهد العلي الطبيخ,وتبقى بصماته الاعلامية الخالدة عنوانا عبر الاثير الكويتي وفي الدراما والبرامج التلفزيونية التي هي أرشيف حافل بالانتاج المميز الذي نتمنى على القائمين في جهازي التلفزيون والاذاعة اظهاره لهذا الجيل حتى يتعلم من مدرسة الرموز فن الحوار والالقاء والاخراج والانتاج والسيناريو والمونتاج والعمل باخلاص وصدق لخدمة الكويت وطن الجميع كما عهدناها منارة للاعلام!
رحمه الله سالم الفهد وأسكنه فسيح جناته.
* كاتب كويتي
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق