عبدالمحسن جمال: لماذا فشلت الأكثرية البرلمانية؟

المتابع لتحرك الاكثرية النيابية في مجلس الامة يصاب بالدهشة، فهي اكثرية يمكنها تحقيق الكثير من الانجازات، ولكنها فشلت في العديد منها، بل حتى في نطاق التشريع وهو الاسهل نفاجأ بعدم قدرتها على ذلك، وقد ردت الحكومة بعض قوانينها.

ولعل السؤال هو: ما الذي يجعل اغلبية برلمانية غير مسبوقة في العمل السياسي الكويتي تفشل الى هذه الدرجة؟

في الجواب على ذلك ينبغي ان نذكر ما يلي:

1 ــــ جاءت هذه الاكثرية النيابية بروح الانتقام وليس بروح العمل والانجاز وفق خطة واضحة، فالظروف هي التي خلقت هذه الاكثرية وليس التخطيط السياسي المسبق.

2 ــــ عدم الانسجام بينها، حيث ان الخلافات والتباينات واضحة وتحتاج الى وقت لاظهارها، بل ان الحكومة تستطيع العمل على اظهارها اذا احسنت العمل، واقتربت من المواطن اكثر، لان المواطن في النهاية يريد الانجاز والتوافق، ولا يريد الاختلاف والشقاق والتناحر بين السلطات.

3 ــــ التوجه الديني المتعصب اخذ يفرض نفسه على مجموعة الاكثرية النيابية بطريقة لم يألفها المجتمع الكويتي المتسامح بطبعه، لدرجة ان قواعد هذه الاكثرية وناخبيها فوجئوا بهذا الطرح الديني وانعكاسه على التشريعات المتسرعة، والتي لم تتوان الحكومة بردها فكسبت قطاعا كبيرا من ناخبي الاكثرية النيابية انفسهم.

4 ــــ وجود طموح سياسي لدى بعض الاكثرية النيابية جعلها ترتبك في وضع اولوياتها، ودفعها دفعا لاستخدام الجانب الرقابي بشكل غير مدروس، بل رأينا تسابقاً على طرح الاستجوابات، وكأن الكل يريد ان تكون الغنائم السياسية باسمه وليس باسم التكتل ككل.

5 ــــ انغلاق باب الحوار بين الاكثرية النيابية، وتفرد بعض الافراد بادارة هذه الاكثرية ووضع اجندتها السياسية، مع انه من المفترض ان تكون هناك دراسة سياسية واضحة تتبناها الاكثرية لمدة اربع سنوات، وتعمل على تحقيقها وتعرضها على الناخبين للحوار حولها، ولكن خوف الاكثرية من حل مجلس الامة سريعا جعل العمل الفردي والحصول على المكاسب السريعة هو هاجس البعض من نواب الاكثرية.

6 ــــ دخول بعض نواب الاكثرية النيابية في اي حكومة جديدة سيكون سببا آخر لتفككها وعدم استمرار تجانسها، خاصة اذا تم استبعاد توزير شعيب المويزري وتم توزير آخرين.

7 ــــ لو استطاع نواب الاقلية تبني اولويات شعبية، وطرحوها كبرامج عمل، لكان ذلك ادى الى احراجهم لنواب الاكثرية، وربما كان بداية لتفككهم، وهذا يدعو الاقلية للعمل كمشرعين بعيدا عن هاجس انهم اقلية، حيث ان التجارب النيابية السابقة اثبتت ان الاقلية تستطيع اذا احسنت العمل فرض جدول اعمال مجلس الامة وانجاحه.

8 ــــ بعض نواب الاكثرية النيابية ليس بالعير ولا بالنفير، حيث لا نجد لهم شخصيات مستقلة، بل هم «حشرك مع الناس عيد» وهذا يضعف دورهم السياسي.

د. عبدالمحسن يوسف جمال

ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.