لا شك في ان هناك كثيرا ممن اردنا فوزهم في مجلس الامة فازوا.. وهناك من لم نتحمس لهم كثيرا، ولكنهم فازوا.. وهناك من حزنا كثيرا لفشلهم بالوصول إلى المجلس.. ولكننا في النهاية لا نملك الا ان نحترم الجميع.. ونبارك لهم الفوز وتحمل المسؤولية.
هذه المسؤولية سيتحملها كل عضو قديم أو جديد حسب مفهومه للمسؤولية.. فهناك من سيعتبر اي قضية تثار داخل المجلس قضية وطنية مائة في المائة، وسيتعامل معها من هذا المنطلق.. وهناك من سينظر إليها من زاوية ضيقة جدا، الا وهي المصلحة الخاصة والشخصية.. وهناك من لا تفرق معه هذه او تلك، المهم انه يحمل مسمى عضو مجلس الامة، مع كل المميزات المادية والنفسية والهالة التي ستحيط به اينما ذهب.
قد لا يكون هذا المجلس مثاليا في اشخاصه، ولكنه بعمله وتعاونه وانجازاته.. يكون مثاليا. وقد يكون مثاليا بأشخاصه، ولكنه قد يكون العكس بأعماله وتعاونه وانجازاته.. فتضيع الآمال والاحلام معه، كما ضاعت مع مجالس سابقة كثيرة.
المواطن الكويتي من اكثر مواطني الدول الديموقراطية معاناة مع ديموقراطيته.. فهو يدفع الثمن اكثر من غيره لاخطاء الحكومة وهفواتها… وايضا هو يدفع ثمن الشخصانية في الاداء من بعض النواب.. ويدفع الثمن ايضا لامراض المجتمع التي لا تخلف سوى الوهن والضعف في الاداء والانجاز.. لان بعض من يتم اختيارهم بعيد جدا عن الكفاءة والخبرة.. فهو ابن فلان، ومن هذه القبيلة، ومن الطائفة الفلانية.. ومدعوم من القطب الفلاني او الشيخ الفلاني.
هناك عناصر شبابية جديدة في المجلس الجديد، نتوسم فيها الخير وكل الخير.. ونتعلق بها ايضا لتمحو ما حمله تاريخ مجلس الامة من سلبيات خلال المجالس السابقة كلها.. وان تعزز كل الايجابيات في المجالس الاولى، حين كان النائب نائبا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان.
الكويتيون ملوا وتعبوا من التردد على المقار الانتخابية.. حتى اصبحوا يتندرون على هذا الموضوع.. مثل «على الكويتي ان يضع بطاقته المدنية بالخزنة وجنسيته في المحفظة دلالة على كثرة الانتخابات».. اخرى تقول «صدر مرسوم بحل المجلس الجديد والدعوة لانتخابات الاسبوع المقبل.. لا احد يطلع من المدرسة».
هذه نكات تعبر عن واقع.. وعلى الحكومة ان تعي الموضوع جيدا وتدرس كل خطوة تقدم عليها، لان استمرار الاخطاء والهفوات ستكون سببا وعاملا جديدا لحالة الاحباط التي يعاني منها المواطن الكويتي.. وسببا اساسيا في تدني نسبة المشاركة في المرات المقبلة، اذا خرجت عن اطارها الطبيعي.
المجلس بشكله العام مريح.. ونتمنى ان يأخذ نفسا طويلا، ويكمل المشوار الرائع الذي قام به المجلس السابق، وان يتنافس معه في الانجاز.. فكثرة تقطع النفس لا تصيب الا مرضى القلب والجهاز التنفسي.. ونهاية هذه الامراض معروفة عندنا كلنا… اما الموت او الشلل الجزئي او الكل.
نحن لا نتمنى لا هذا ولا ذاك.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق