طارق إدريس: غاب العملاق …”أبو حسام”

بالأمس ودعت الكويت واحداً من عمالقة رجالها وهو العم شيخان الشيخ أحمد الفارسي “طيب الله ثراه” وفي اليوم التالي ودعت أيضاً واحداً من رموزها ورموز عائلة القناعات الكريمة وهو العم “أبو حسام” سليمان عبدالرزاق الصالح المطوع الذي كان رمزاً من رموز المسيرة التربوية التعليمية بالكويت, ويشهد تاريخ ثانوية الشويخ “1954 -1976” التي كانت أول مدرسة ثانوية بالكويت لهذا الرجل العملاق مسيرته الحافلة عندما عمل مدرساً فيها ثم وكيلا, وكان بعد ذلك أول ناظر مدرسة ثانوية في تاريخ ثانوية الشويخ من الكويتيين.

لقد عرف كل طلاب ثانوية الشويخ آنذاك هذا الرجل الذي تميز بقوة ادارته ورعايته الأبوية التربوية في مسيرة حياته العملية بخدمة التعليم والتربية, وكم كنا نسمع عنه عندما كنا شباباً مقبلين على الدراسة في المرحلة الثانوية لكن لم نعاصر زمن ذاك العملاق التربوي الذي كان مثلاً يحتذى به في قوة إدارته وأسلوبه الاداري والتربوي.
لقد تشرفت بالعمل مع العم “أبو حسام” سليمان المطوع ضمن لجنة الاحتفال بمرور 50 عاماً لافتتاح ثانوية الشويخ ضمن فريق العمل الذي ضم رجالا عاصروه معلماً وناظراً, وعرفت سليمان المطوع عن قرب من خلال إدارته لهذه اللجنة الاحتفالية التي خططت للاحتفال ما يقارب الثلاث سنوات, ونظرا لظروف العم سليمان المطوع لم يكمل معنا المشوار آنذاك فأسندت رئاسة اللجنة لنائبه الدكتور طارق محمد أمين الريس, وقد نجحت اللجنة في مهمتها بفضل دعم وزير التربية والتعليم العالي آنذاك الدكتور رشيد الحمد الذي كان حريصا عن نجاح مهمة اللجنة! ولقد كان يوم الاحتفال مميزاً برعاية سمو الأمير – حفظه الله – عندما كان رئيساً لمجلس الوزراء وزيراً للخارجية, وتم تكريم اوائل المعلمين والإداريين في مدرسة الشويخ الثانوية وعلى رأسهم المرحوم سليمان المطوع والكثير من طلابها الخريجين. بالطبع علاقتي مع العم سليمان المطوع متأصلة منذ أن عرفته, فقد كان حريصاً دائما عندما ألتقيه أن يسألني عن أحوال الأهل والأقارب, وبالتأكيد كانت له ذكريات مع المرحوم العم خليفة فهد عبدالكريم السعد الذي عمل وكيلاً لأعمال العم المرحوم مساعد الصالح وكان – رحمه الله – يعرفه جيدا باسم “خليفة إدريس” لارتباط اسمه بوالدي وجدي الملا إدريس, وقد عملوا مع العم المرحوم مساعد الصالح واشرفوا على تدقيق حسابات شركاته في الاربعينات والخمسينات والستينات.
بالطبع الكويت ودعت واحداً من رموزها, وعلينا حق بأن نخلد ذكرى هذا العملاق الذي غاب بإطلاق اسمه على إحدى المدارس كرمز من رموز التعليم والتربية, كما نطالب جامعة الكويت, كلية العلوم الاجتماعية, تسمية احدى قاعاتها باسم هذا الرجل الذي تعرفه أروقة الكلية لأنها هي المبنى الرئيسي لثانوية الشويخ, ولقد حافظت جامعة الكويت على معالم هذا البناء التاريخي حتى الآن.
سليمان عبدالرزاق الصالح المطوع, هذا الرمز الذي رحل عنا, ترك بصمات خالدة في تاريخ وذاكرة الكويت, وبالتأكيد الاستاذ الكبير الدكتور يعقوب الغنيم والكثير من المؤرخين الكويتيين يتذكرون مسيرة هذا العملاق ودوره البارز في خدمة الكويت, لذلك نأمل تخليد ذكراه حتى تعرف الاجيال والناشئة من هو سليمان عبدالرزاق الصالح المطوع رحمه الله وطيب ثراه.

****
وتبقي كلمة رثاء نقولها “لأم حسام”
لقد قرأت مقالا للأستاذة الدكتورة ميمونة العذبي تشيد بما كتبته “أم حسام” في حق شريك حياتها ومسيرتها العم سليمان المطوع عندما اشتد به المرض “رحمه الله” ولقد تأثرت كثيراً فاتصلت بالأخت الكبرى “أم حسام” وكم كنت متأثراً بما سمعت منها لذلك نقول: “الحمد لله” لقد غاب أبو حسام عن هذه الدنيا ولكن تبقى ذكراه في ضمير الوطن ورجاله للأبد, والله يصبرك “يا أم حسام”.

* كاتب كويتي
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.