أحمد الجارالله: دقَّت ساعة العمل

رسم سمو الامير في نطقه السامي بمناسبة العشر الاواخر من رمضان طريق الكويت الى مرحلة جديدة ستشهد فيها انطلاقة واعدة نحو افاق التقدم والتنمية والعمل الجاد لتنويع مصادر الدخل, ولأن هذه الطريق تحتاج الى علامات كي يكون السير فيها سهلا جعل سموه التسامح والمغفرة بدايتها ليتعلم الجميع من دروس الماضي وعبره ولا يعود احدهم ليتعثر في ما تعثر به سابقا, ولتكون القلوب متآلفة كما هي عادة اهل الكويت, ولتتكاتف الايدي في البناء والعمل.
كل هذا لا يمكن ان يتحقق إلا بتمثيل نيابي صحيح لكل شرائح المجتمع, وهو ما حققته مخرجات الانتخابات الاخيرة التي كانت تلبية لرغبة ولي الامر ومعاونته في تحرير البلاد من ذهنيات الاقصاء والهيمنة البرلمانية وتزوير الارادات من خلال نظام تصويت بني على خلل كبير, فجاء تعديل القانون ليعطي كل ذي حق حقه, ويرفع الظلم عن بعض الشرائح الاجتماعية.
كان عهد الامير لشعبه في البيعة الثانية قبل اشهر هو تطبيق القانون على الجميع من دون استثناء وقطفت الكويت ثمار ذلك بسرعة, فيما كان المرجفون اصحاب الاجندات الشخصية العبثية يوغلون اكثر في فحش القول والفجور بالخصومة ما ادى الى عزلهم شعبيا فيما السفينة تبحر الى مرافئ الامان والاستقرار والتنمية.
اليوم ترسو السفينة على واحد من تلك المرافئ في ظل تلك اللحمة التي عبر عنها الكويتيون في تلبيتهم لرغبة سمو الامير, الذي لاقى تحيتهم بأحسن منها, ليس فقط في عفوه عمن اساء الى الذات الاميرية, بل في توجيهاته السامية الى المؤسسات الدستورية في العمل على تحقيق آمال الشباب وطموحاتهم في المساهمة بالتنمية التي شدد سموه على تنفيذ مشاريعها من دون ابطاء, واضعا مجلس الامة الجديد والحكومة العتيدة كل امام مسؤوليته, لاسيما في ظروف حساسة تشهدها المنطقة لا يمكن تلافي تبعاتها الا من خلال التلاحم والوحدة والعمل والتنمية والقضاء على البطالة ونبذ الخلافات التي لا طائل منها, والعمل على مناقشة الثوابت الوطنية بموضوعية من دون تجريح او اتهام, فصدر الوطن يتسع للجميع وحنو الاب يورف ظله على كل الابناء, ولا مناص لنا جميعا من ترك ما يمكن ان يفرقنا ويشتت صفوفنا.
نعم, اثبت الكويتيون انتماء وطنيا غير مرهون بمطامع وعطاءات وهبات, ولذلك كانت لسمو ولي الامر حكمة, آنذاك, في ان لا يطلق مبادرات حتى لا يفسرها المرجفون واصحاب الغايات على غير حقيقتها ويثيروا غبار التشكيك حول الانتماء والولاء فيحرفوا الانظار الى حيث يريدون ليزيدوا من بث سموم افكارهم بين ابناء المجتمع الواحد ويعكروا المياه اكثر ليتصيد العابثون ما يشاؤون من الضحايا, لكن خاب ظنهم, وربحت الكويت واهلها بحكمة ولي الامر وخرجت من نفق مظلم الى فضاء مشرق بآمال كبيرة زرع بذرتها صاحب السمو الامير في خطابه الاخير.
أحمد الجارالله
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.